story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

الملك والرئيس الفرنسي يوقعان اتفاقية شراكة استثنائية بين المغرب وفرنسا

ص ص

ترأس الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء اليوم الاثنين 28 أكتوبر 2024، بالقصر الملكي بالرباط، مراسيم التوقيع على شراكة استثنائية بين المغرب وفرنسا، وذلك في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي على رأس وفد هام يضم 122 شخصية، إلى المملكة تمتد لثلاثة أيام.

ويسعى المغرب وفرنسا من خلال هذه الزيارة إلى توقيع اتفاقيات تشمل مجالات الأمن والهجرة والاقتصاد، حيث ستعرف توقيع عدد هام من الاتفاقيات والشراكات في هذا الاتجاه اعتبارا من مساء اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء، في نهاية اجتماعات ريادة الأعمال.

ويأتي توقيع هذه الاتفاقيات، في ظل حضور رؤساء شركات كبرى مثل “إنجي”، و”ألستوم”، و”سافران”، و”توتال إنرجيز”، و”سويز”، بالإضافة إلى ممثلين عن شركات مثل “إيرباص”، و”فيوليا”، و”تاليس” وشركة “كولاس” المتخصصة في البناء.

وبحسب وسائل إعلام فرنسية، أشارت إلى أنه من المحتمل أن تبيع شركة “إيرباص هليكوبترز” بين 12 و18 طائرة “كاراكال” للقوات المسلحة المغربية بمناسبة هذه الزيارة.

وأضافت أن فرنسا تأمل في الحفاظ على موقعها كمزود مفضل للمغرب فيما يتعلق بتمديد خط القطار فائق السرعة بين طنجة وأكادير، وذلك بعد تدشين القسم الأول بحضور الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في عام 2018.

وفيما يخص ملف الهجرة، أضافت ذات المصادر بأن فرنسا تسعى إلى تجاوز أزمة التأشيرات التي وقعت ما بين 2021 و 2022، وتعد بالتقدم في هذا الملف بروح من الحوار، حيث سبق أن أكد وزير الخارجية جان نويل بارو على “ضرورة استخلاص الدروس من أخطاء الماضي” ومناقشة هذا الملف “في إطار شراكة شاملة”.

وبالتزامن مع احتضان المغرب لكأس العالم 2030، وقبله كأس أمم إفريقيا 2025، يبدو أن هذه الأحداث الكبرى تفتح شهية فرنسا للتوقيع على العديد من الاتفاقيات وإطلاق العديد من المشاريع مع المغرب في مجالات البنية التحتية والطاقة والسياحة.

وكانت صحيفة” لوموند” الفرنسية، قد كشفت أنه سيتم التوقيع على مذكرة تفاهم ثنائية في مجال الطاقة، كما أن شركة “ألستوم” باتت الأقرب لحسم صفقة صناعة 168 قطارا لفائدة المكتب الوطني للسكك الحديدية.

وضمن برنامج الزيارة، سيستقبل رئيس الدولة الفرنسية غدا الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، بمقر إقامته رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ورئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، ورئيس مجلس المستشارين محمد ولد رشيد.

وبعد ذلك، سيقوم إيمانويل ماكرون رفقة زوجته، بزيارة ضريح محمد الخامس، بحضور والي جهة الرباط سلا القنيطرة محمد اليعقوبي، قبل أن يحل بالبرلمان بعد ذلك، لإلقاء خطاب أمام مجلسيه في جلسة مستركة، ومن تم سيتناول الرئيس الفرنسي وزوجته وجبة الغداء مع وفد من المثقفين المغاربة والفرنسيين.

وستتضمن أنشطة الرئيس الفرنسي بعد ظهر يوم غد، اختتام اجتماعات المقاولين المغاربة والفرنسيين، حيث من المتوقع أن يناقش ماكرون القطاعات الاستراتيجية للمستقبل، وذلك بالجامعة الدولية بالرباط.

وفي نفس المكان، سيتم إجراء ما يسميه فريق التواصل في الإليزيه “سلسلة الألعاب” بحضور محترفين فرنسيين ومغاربة، سواء من حيث الصناعة الإبداعية أو اللاعبين.

وخلال مساء نفس اليوم، سيقيم الملك محمد السادس، مأدبة عشاء رسمية على شرف الرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت ماكرون.

وفي اليوم الأخير للزيارة، الموافق لـ الأربعاء 28 أكتوبر 2024، سيتم عقد لقاء لمناقشة الأمن الغذائي والزراعة المستدامة في إفريقيا مع طلاب مغاربة وأفارقة، بمؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط.

وفي حدود الساعة 12.45 ظهرا، سيختم الرئيس الفرنسي برنامج زيارته الرسمية للمملكة بإلقاء كلمة أمام الجالية الفرنسية بالمغرب بمقر الإقامة الفرنسية.

ويقود الرئيس الفرنسي في زيارته للمملكة، وفدا رفيعا يتكون من 9 وزراء ومسؤولين فرنسيين ضمن 122 فرداً بينهم برلمانيون وسياسيون وعلماء وفنانون ورياضيون يرافقون رئيس البلاد في زيارته للمغرب، التي تأتي لتتويج دعم فرنسا للوحدة الترابية للمملكة، واعترافها الرسمي بسيادة المغرب على صحرائه.

وتعتبر هذه الزيالاة تتويجا لفصل جديد في عهد العلاقات بين الشريكين التقليديين، و“فرصة لمنح شراكتنا الاستثنائية رؤية متجددة وطموحة تغطي عدة قطاعات استراتيجية وتأخذ في الاعتبار أولويات بلدينا”، كما جاء في الدعوة التي وجهها الملك محمد السادس للرئيس الفرنسي شهر شتنبر الماضي.

وقد مرت العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، بفترة جمود استمرت لما يقرب من 10 سنوات، ووصلت ذروتها في السنتين أو ثلاث سنوات الأخيرة، بعد كارثة زلزال الأطلس الكبير الذي ضرب المغرب في 08 شتنبر 2023، لتأتي هذه الزيارة من أجل إعادة الدفء من جديد للعلاقات بين البلدين، خاصة بعدما اعترفت فرنسا رسميا أواخر شهر يوليوز المنصرم بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية.