الملك: إسرائيل تتمادى في عدوانها السافر على المدنيين
دعا الملك محمد السادس إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، واصفا ما يقع على أرض غزة بـ”الأزمة غير المسبوقة”، ومتهما إسرائيل بممارسة عدوان سافر على المدنيين العزل، وسط صمت المجتمع الدولي، وتجاهل القوى الفاعلة للكارثة الإنسانية التي تعيشها ساكنة قطاع غزة.
الصواريغ الإسرائيلية تستهدف العزل
وقال الملك في خطابه الذي وجهه للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بالرياض، والذي تلاه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، إن القمة تنعقد في سياق مشحون بالتوتر واستمرار المواجهات المسلحة التي يعرفها قطاع غزة، وما تخلفه من آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، ومن تخريب ودمار وحصار شامل، في خرق سافر للقوانين الدولية وللقيم الإنسانية.
وأوضح الملك أن “رغم ارتفاع بعض أصوات الحكمة الداعية إلى خفض التصعيد والتهدئة، لا زالت المدافع والصواريخ الإسرائيلية تستهدف المدنيين العزل، من أطفال ونساء وشيوخ، ولم تترك دار عبادة أو مستشفى أو مخيما إلا ودمرته كليا أو جزئيا”.
تحرك من أجل تحقيق أربعة أهداف
دعا الملك إلى تحرك جماعي لتحقيق أربع أولويات قال إنها ملحة:
- أولا : الخفض العاجل والملموس للتصعيد ووقف الاعتداءات العسكرية بما يفضي لوقف إطلاق النار، بشكل دائم وقابل للمراقبة،
- ثانيا: ضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم، وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني،
- ثالثا: السماح بإيصال المساعدات الإنسانية بانسيابية وبكميات كافية لساكنة غزة،
- رابعا: إرساء أفق سياسي للقضية الفلسطينية، كفيل بإنعاش حل الدولتين المتوافق عليه دوليا.
تمادي إسرائيلي وأربع لاءات
وعكس خطاب الملك الموجه للمشاركين في القمة الصورة القاتمة التي يتسم بها الوضع على أرض غزة بعد أكثر من شهر على بداية العدوان الإسرائيلي، وقال إن ما تعيشه المنطقة هو “أزمة غير مسبوقة، يزيدها تعقيدا تمادي إسرائيل في عدوانها السافر على المدنيين العزل، ويضاعف من حدتها صمت المجتمع الدولي، وتجاهل القوى الفاعلة للكارثة الإنسانية التي تعيشها ساكنة قطاع غزة”.
وأمام هذا الوضع، دعا الملك لعدم السماح بترك مستقبل المنطقة ومستقبل أبنائها بين أيدي من وصفهم بـ”المزايدين”، والتعامل مع هذه الظرفية الحاسمة، من منطلق المسؤولية التاريخية، مسطرا أربعة نقاط رئيسية يجب احترامها وهي :
- فلا بديل عن سلام حقيقي في المنطقة، يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، في إطار حل الدولتين؛
- ولا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية؛
- ولا بديل عن تقوية السلطة الفلسطينية، بقيادة أخي الرئيس محمود عباس أبو مازن؛
- ولا بديل عن وضع آليات لأمن إقليمي مستدام، قائم على احترام القانون الدولي والمرجعيات الدولية المتعارف عليها.
منطق القوة لن يغير الواقع
تخطي هذه الأزمة وتفادي تكرارها، لن يتحقق حسب خطاب الملك الموجه للقمة إلا بوقف الاعتداءات على القدس الشريف، والقطع مع الاستفزازات التي تجرح مشاعر أكثر من مليار مسلم.
وأعلن الملك عن تنسيق مع الأردن وقال “مخطئ من يظن أن منطق القوة يمكنه تغيير هذا الواقع وتلكم الهوية المتجذرة. وسنتصدى له على الدوام، من منطلق رئاستنا للجنة القدس، وبتنسيق مع أخينا جلالة الملك عبد الله الثاني، صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس”، داعيا إلى التحلي بالحزم والمسؤولية، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتغليب منطق العقل والحكمة، لإقامة سلام عادل ودائم بالمنطقة، لما فيه أمن واستقرار جميع الشعوب.