المغرب يسلم جثمان شاب جزائري لسلطات بلاده ويطالبها بتسليم جثامين المغاربة العالقة لديها

سلّمت السلطات المغربية السبت 15 مارس 2025، جثمان الشاب الجزائري المرشح للهجرة إسحاق جعيجع للسلطات الجزائرية، بعد أن تم العثور على جثته التي لفظها البحر بعد غرقه وهو يحاول الهجرة صوب سبتة المحتلة عن طريق السباحة.
وفي السياق أكد حسن العماري، رئيس الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، أن السلطات المغربية قامت يوم السبت الماضي بتسليم جثة الشاب إسحاق جعجع إلى عائلته في الجزائر، مشيرًا إلى أن المغرب يتعامل بسرعة ومسؤولية مع أي جثة يتم العثور عليها في المياه الإقليمية المغربية، حيث تُتخذ جميع الإجراءات الإدارية والتقنية والقضائية اللازمة قبل تسليمها.
وأوضح العماري في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن الجمعية وجهت رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية الجزائرية تطالب فيها بالإفراج عن جثث المهاجرين المغاربة العالقة، مشددًا على أن هذا الملف لا يزال يراوح مكانه “دون أي تقدم يُذكر”.
وأضاف أن الجمعية تلتمس من السلطات الجزائرية الإفراج عن الجثث التي لا تزال محتجزة، والتي يُقدر عددها بست جثث، بالإضافة إلى جثث أخرى ظهرت مؤخرًا على سواحل البحر الأبيض المتوسط في الجزائر.
ودعا العماري السلطات الجزائرية، في حال وجود صعوبات في تحديد الهوية، إلى اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة، مثل فحوصات الحمض النووي، والتنسيق مع القنصليات المغربية في الجزائر العاصمة، سيدي بلعباس، ووهران، لإبلاغ العائلات المعنية وتمكينها من استعادة جثامين ذويها.
ووجهت “تنسيقية عائلات وأسر الشباب المغاربة المرشحين للهجرة المحتجزين والمسجونين والمفقودين بالجزائر الشقيقة” رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، تطالبه فيها بالتدخل العاجل للإفراج عن عدد من الشباب المغاربة المحتجزين في السجون الجزائرية، إلى جانب تسليم جثامين مهاجرين مغاربة تُوفي بعضهم منذ أكثر من عام ولا تزال جثثهم مودعة في مستودعات الأموات بعدة ولايات جزائرية.
وأكدت العائلات في الرسالة التي توصلت صحيقة “صوت المغرب” بنسخة منها، أن بعض المعتقلين لم تتم محاكمتهم رغم مرور أكثر من سنة على احتجازهم، مشيرة إلى أنهم وقعوا ضحايا لشبكات تهجير ونصب، فيما كان آخرون يبحثون عن فرصة عمل وحياة أفضل.
وأوضح المصدر ذاته، أن المحتجزين المغاربة يواجهون تهمًا ثقيلة مثل “الهجرة غير الشرعية” و”الاتجار بالبشر”، وأن بعضهم يعاني من ظروف صحية صعبة داخل السجون، بما في ذلك أمراض مزمنة كالسكري والربو وأمراض القلب.
وطالبت العائلات السلطات الجزائرية بمعاملة الملف بصفة إنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين عبر عفو عام يراعي البعد الحقوقي والاجتماعي، مع توفير إمكانية ترحيلهم إلى وطنهم، أسوة بعمليات الترحيل التي تمت في السنوات الماضية.
ودعت الرسالة الرئيس الجزائري إلى التدخل للإسراع بتسليم جثث ستة مغاربة توفوا داخل التراب الجزائري، ولا تزال جثثهم محتجزة في مستودعات الأموات بعدة مستشفيات جزائرية، رغم استكمال الإجراءات القانونية من الجانب المغربي.
وأكدت العائلات أن تدخل السلطات الجزائرية لإغلاق هذا الملف سيشكل بادرة إنسانية تعزز قيم الأخوة والجوار بين الشعبين المغربي والجزائري.