المغرب يتوجه نحو الأسلحة التركية بعد تراجع تعاونه العسكري مع إسرائيل
بعد الاعتماد بشكل شبه حصري على مورديه التقليديين مثل الولايات المتحدة وفرنسا للحصول على الأسلحة، اتجه المغرب في السنوات الأخيرة إلى تنويع شركائه العسكريين، من خلال تنويع مصادر الصفقات العسكرية لتشمل إسرائيل وتركيا وعدد من الدول الأخرى.
فقد عرفت الصفقات العسكرية بين المغرب وإسرائيل نموا كبيرا، بعد التوقيع على اتفاقية التطبيع سنة 2021، حيث يسعى المغرب إلى الاستفادة بقوة من الخبرة الاسرائيلية في المجال العسكري وخاصة في مجال الطائرات بدون طيار، فعتبارا من منتصف عام 2023، أفادت التقارير إلى أن المغرب اشترى 150 طائرة عسكرية بدون طيار من المورد الإسرائيلي “BlueByrdAeroSystems”، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار Harop” بقيمة 22 مليون دولار من تصنيع شركة “Aerospace Industries” الإسرائيلية.
لكن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع غزة، تدهورت العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، حيث تشير تقارير إسرائيلية إلى أن حجم التراجع على مستوى التبادلات التجارية بين البلدين بلغ نسبة 60 في المائة إلى حدود العام الجاري، هذا الترجع ألقى بظلاله على تعاون البلدين في مجال العسكري الذي بدء في وقت ليس ببعيد بتحقيق معدلات نمو “قياسية”.
في هذا السياق وضع تقرير لـ “AI monitor” المختص في تحليل أخبار الشرق أوسط، سيناريوهاين محتملين لمستقبل العلاقات العسكرية للمغرب مع إسرائيل، ويرتبط كلاهما بتاريخ انتهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.
على مستوى السيناريو الأول، يرى التقرير أنه في حال انتهاء الحرب قريبا، فإن هذا الأمر سيسمح للمغرب بإحياء العلاقات العسكرية مع إسرائيل مع نهاية العام الجاري، وهو ما سيحافظ على وصول المغرب إلى التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية دون انقطاع تقريبا.
في المقابل يضيف التقرير أنه بالنظر إلى الحرب المستمرة وما خلفته من احتجاجات واسعة هنا بالمغرب ضد التطبيع، فمن غير المرجح أن تعود العلاقات العسكرية بين البلدين إلى مستواها السابق على المدى القصير.
أما بخصوص السيناريو الثاني الذي يطرحه التقرير فيتعلق باستمرار الحرب على غزة حتى عام المقبل، مع هذا السيناريو، يقول التقرير، “سيضطر المغرب إلى قطع علاقاته العسكرية مع إسرائيل لسنوات قادمة، وربما حتى نهاية العقد الحالي”.
وهو ما سيدفع المغرب نحو مواصلة تنويع موردي الأسلحة بعيدا عن إسرائيل. وبالأخص في اتجاه تركيا للاستفادة من تكنلوجيتها العسكرية في مجال الطائرات بدون طيار.
وبموجب هذا السيناريو يتوقع التقرير إنشاء مشاريع مشتركة محتملة لإنتاج الأسلحة في المملكة مع الموردين الأتراك بدلا من الموردين الإسرائيليين، حيث كانت شركة تكنولوجويا الدفاع الإسرائيلية “إلبيرت سيستمز” عن توصلها لاتفاق يفتح لها الباب لإبرام عقد بناء مصنع للذخيرة بقيمة 135 مليون يرجح أنه مع المغرب، وسيتم تنفيذ العقد في مدة عامين.
وبالرغم من أن الشركة لم تشر في هذا الإعلان بشكل مباشر إلى البلد أو الموقع الذي ستنفذ فيه استثمارها الجديد، إلا أن تصريحا للرئيس السابق لمكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، شاي كوهين، كان قد كشف عن تخطيط الشركة الإسرائيلية المتخصصة في أنظمة الدفاع، فتح فرعين لها بالمغرب أحدهما بمدينة الدار البيضاء، وذلك في ندوة صحافية كان قد عقدها بتاريخ شهر يونيو الفارط.
وبين السيناريو الأول والثاني، يرجح التقرير أن تكون إعادة إحياء العلاقات العسكرية بين الدولتين مسألة وقت فقط، مضيفا أنه في أثناء ذلك فإن التعاون مع موردي الأسلحة الأتراك سيشهد نموا أكبر بكثير من الموردين الإسرائيليين.