المغرب يتراجع إلى المرتبة 112 في مؤشر السعادة العالمي لعام 2025

تراجع المغرب خمس مراتب في مؤشر السعادة العالمي مقارنة بالعام الماضي، ليحتل المرتبة 112 من بين 147 دولة، بعد أن كان في المرتبة 107 في تقرير عام 2024، مع متوسط تقييم للحياة بلغ 4.622 على مقياس من 0 إلى 10، وفقًا لتقرير السعادة العالمي لعام 2025.
ويأتي هذا التراجع ليضع المغرب في أسوأ ترتيب له منذ نشر التقرير لأول مرة عام 2012، بعد سلسلة من التذبذبات في تصنيفه، حيث احتل المرتبة 100 في عام 2023، و106 في 2021، و97 في 2020، بينما سجل أفضل تصنيف له في 2018 و2017 بحلوله في المركز 84.
ويعتمد الترتيب الصادر عن مركز أبحاث الرفاهية في جامعة أكسفورد، بشراكة مع “غالوب” وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، على استطلاعات رأي حول جودة الحياة، ويشمل ستة عوامل رئيسية وهي نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، الدعم الاجتماعي، متوسط العمر الصحي، الحرية الشخصية، الكرم، ومستوى الفساد.
وفيما يتعلق بالكرم والأعمال الخيرية، أظهر التقرير أن المغرب يحتل المرتبة 32 عالميًا في مساعدة الغرباء، في حين أن مستويات التبرعات والعمل التطوعي لا تزال منخفضة، حيث احتل المغرب المرتبة 144 في مؤشر التبرعات، والمرتبة 129 في مؤشر التطوع، وهو ما يبرز ضعف انخراط المغاربة في الأنشطة الخيرية المنظمة مقارنة بالمساعدات الفردية.
أما من حيث المعايير الأخرى المؤثرة في مستوى السعادة، فقد جاء المغرب في مرتبة متوسطة إلى متأخرة في عدة مؤشرات، حيث احتل المرتبة 69 في مؤشر حسن الجوار، والمرتبة 78 في مؤشر الأمن، وسجل تصنيفًا أقل في الدعم الاجتماعي والحرية الشخصية، بينما احتل المرتبة 95 في مؤشر تصورات الفساد.
وعربيًا، جاء المغرب في المرتبة العاشرة، بينما تصدرت الإمارات العربية المتحدة قائمة أسعد الدول العربية، تلتها الكويت في المركز الثاني، ثم السعودية، وعُمان، والبحرين.
وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جاء المغرب في المركز الحادي عشر، متأخرًا عن إسرائيل (8)، الإمارات (21)، الكويت (30)، السعودية (32)، عمان (52)، البحرين (59)، ليبيا (79)، الجزائر (84)، العراق (101)، وفلسطين (108).
وعلى الصعيد العالمي، حافظت فنلندا على صدارتها كأكثر الدول سعادة في العالم، حيث احتلت المركز الأول للعام الثامن على التوالي، مع هيمنة الدول الاسكندنافية على المراتب الأولى، وجاءت الدنمارك في المركز الثاني، تليها أيسلندا ثم السويد، بينما جاءت الولايات المتحدة الأميركية في المركز 24 عالميًا. بينما تذيَّل كل من لبنان وسيراليون وأفغانستان القائمة.
وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى أنه في المجتمعات الأكثر تعاطفًا، يكون الفارق في مستويات السعادة أقل، إذ يستفيد الأفراد الأقل سعادة بشكل أكبر من المجتمعات المتعاطفة، مما يسمح بتوازن معين في مستوى السعادة.
ووفق المصدر ذاته، فقد ارتفع مستوى التعاطف العالمي خلال جائحة كوفيد-19، وهي ظاهرة لا تزال مستمرة حتى اليوم، مشيرا إلى أنه على الرغم من حدوث انخفاض طفيف بين عامي 2023 و2024، إلا أن أعمال الخير لا تزال أعلى بنحو 10% مقارنة بفترة ما قبل الجائحة.