المغرب يتجه نحو الاستثمار أكثر في صناعة الألعاب الإلكترونية
يتجه المغرب نحو الرفع من حجم استثماراته في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، بعدما كان القطاع قد حقق رقم معاملات بلغت أزيد من 1 مليار و200 مليون درهم (120 مليون دولار) حسبما أفاد به وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد.
ورغم أن استثمار المغرب حاليا لا يتجاوز 0.06 بالمائة من إجمالي الاستثمارات العالمية، فإن المملكة تسعى إلى زيادة استثماراتها في هذا القطاع واتخاذ مكان لها في سوق العالمية التي عرفت ارتفاعا كبيرا في حجم مداخيلها في السنوات القليلة الماضية.
وحسب معطيات “نيوزوو”، المختصة في بيانات الألعاب الإلكترونية فقط بلغ حجم الإيرادات العالمية من صناعة الألعاب الإلكترونية 184 مليار دولار سنة 2023، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم إلى 197 مليار هذه السنة.
طلب محلي متزايد
وإلى جانب ارتفاع الطلب العالمي، سيتسفيد المغرب أيضا من ارتفاع الطلب على هذه الصناعة في السوق الوطنية، فحسب دراسة أجرتها “ليكونوميست-سونيرجيا” سنة 2022، فإن 23% من المغاربة هم من “الغايمرز” (ممارسي الألعاب الألكترونية)، بمتوسط لعب يومي يصل إلى 1 ساعة و20 دقيقة يوميا، كما أن 18% منهم ينفقون في المتوسط 200 درهم شهريا على “الخصائص الإضافية المدفوعة”، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام بحلول السنوات المقبلة.
في ذات السياق تفيد معطيات الوزارة أن عدد اللاعبين المغاربة النشطين يصل إلى أكثر من 3 ملايين ممن يستعملون ألعاب الفيديو المُصنعة من شركات أجنبية وأخرى مغربية الصنع، فيما يصل عدد اللاعبين المرخص لهم ما يناهز 40 ألفا، كأول بلد أفريقي في استهلاك الألعاب الإلكترونية بشكل احترافي.
مدينة للألعاب الإلكترونية
ولمواكبة هذا الارتفاع المتزايد على هذه الصناعة يتجه المغرب إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في أول استثمار ضخم له، من خلال إنشاء مدينة الألعاب الإلكترونية، ويهدف هذا المشروع حسبما صرح به وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في جلسة للأسئلة الشفوية بالبرلمان يوم الاثنين 23 يناير 2024، (يهدف) إلى “جلب مستثمرين أجانب وجعل المغرب منصة رائدة في هذه الصناعة على المستوى الإفريقي والدولي، وخلق نظام اقتصادي قادر على توفير 5 آلاف فرصة شغل جديدة لفائدة الشباب المغربي، بما فيها 3300 فرصة شغل مباشرة”،
كما أعلن الوزير أنه “سيتم توقيع مجموعة من الاتفاقيات مع مقاولات كبرى خلال شهر ماي المقبل، في إطار أول معرض دولي لصناعة الألعاب الإلكترونية يتم تنظيمه بالمغرب”، مؤكدا أن رقم المعاملات التي حققها قطاع الألعاب الإلكترونية، “يفوق رقم المعاملات المسجل في باقي الصناعات الثقافية والفنية الأخرى”.
وفي ذات السياق أبرز أن الوزارة بذلت مجهودات كبيرة من أجل بلوغ الأهداف المسطرة، ومنها “تشجيع التكوين في هذا المجال بعدد من الأقاليم ، بهدف تأهيل الشباب للانخراط في المشاريع الاستثمارية المرتقبة”.
كما قامت الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية خلال سنة 2023 بتجهيز 60 قاعة إضافية بأحدث الأجهزة استكمالا لورش “تقريب وتطوير ممارسة الألعاب الإلكترونية بين مختلف فئات المجتمع”، ليصبح العدد الإجمالي لقاعات الألعاب في المملكة 89 قاعة.
إنجازات دولية
هذا التوجه نحو الاستثمار في صناعة الألعاب الالكترونية يعكسه تبوء الفرق والمنتخبات المغربية مراكز متقدمة في المسابقات العالمية.
ووصل المنتخب المغرب للكرة القدم الإلكترونية إلى ربع نهائي كأس العالم للعبة “فيفا الإلكترونية” في صنف المنتخبات، أحد أشهر مسابقات الألعاب الإلكترونية، بعد تصدره مجموعة قوية ضمت كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى فوزه على البيرو في دور 16، قبل أن يخسر أمام منتخب هولندا وصيف بطل العالم.
وبهذا الإنجاز صعد المغرب إلى المركز السادس عالميا في التصنيف العالمي في “FIFAE” للمنتخبات، بما مجموعه 1479 نقطة، متقدما على كل الدول الإفريقية والعربية، وذلك بعد أن كان إلى وقت ليس ببعيد خارج تصنيف “10 الكبار”.
إنجاز مشابه حققته “لبؤات الأطلس”، بوصولهن إلى ربع نهائي كأس العالم لنفس اللعبة بمدينة زيورخ السويسرية.
ويضاف إلى كل هذا عدد من الإنجازات الأخرى التي حققتها الفرق المغربية في محافل دولية كالمرتبة الرابع في بطولة العالم للعبة “PUBG Mobile” برومانيا، والمرتبة الخامسة في كأس العالم لكرة السلة الإلكترونية “EFIBA” بالسويد.