المغرب والسعودية يوقعان شراكة لحماية النظم البيئية ومكافحة التصحر

تم يوم الاثنين 16 يونيو 2025 بأكادير، التوقيع على مذكرة تفاهم استراتيجية بين الوكالة الوطنية للمياه والغابات والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالمملكة العربية السعودية.
ووقع هذه الاتفاقية كل من المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات،عبد الرحيم هومي، والمدير العام للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالمملكة العربية السعودية، خالد بن عبد الله العبد القادر، على هامش ملتقى دولي رفيع المستوى مخصص للتدبير المستدام للغابات المنعقد في إطار الأعمال التحضيرية للدورة الحادية والعشرين لمنتدى الأمم المتحدة للغابات، المقرر عقده عام 2026.
وتعكس هذه الاتفاقية، حسب بلاغ للوكالة، “الإرادة المشتركة للبلدين في تعزيز التعاون الثنائي من أجل التدبير المستدام للموارد الغابوية ومكافحة التصحر، وذلك تماشيا مع التزاماتهما الدولية ذات الصلة”.
وتهدف هذه الشراكة الاستراتيجية إلى دعم وتطوير التعاون التقني والعلمي بين الجانبين في مجالات متعددة ذات أولوية، بما في ذلك تطوير الأطر الاستراتيجية والقانونية الرامية إلى تدبير مستدام للغابات، و إعادة تأهيل النظم الإيكولوجية الغابوية والمحافظة عليها.
كما تشمل تحسين تقنيات التشجير وعصرنة البنيات التحتية للإنتاج الغابوي، خاصة على مستوى المشاتل، إدماج الحلول التكنولوجية المبتكرة في مجالات تتبع الغابات وتدبيرها واستصلاحها، ومكافحة ظواهر زحف الرمال وتدهور الأراضي وتوسع الصحاري، إلى جانب تعزيز البحث العلمي التطبيقي وتبادل التجارب والخبرات.
وترتكز مذكرة التفاهم هاته على الانسجام والتكامل بين التوجهات الاستراتيجية الوطنية لكل من المملكتين في مجال حماية البيئة.
وفي هذا السياق، تتوافق أهداف استراتيجية “غابات المغرب 2020–2030” مع تلك التي تتضمنها مبادرة “السعودية الخضراء”، لا سيما فيما يتعلق بتكثيف برامج التشجير واستعادة الغطاء النباتي، وتعبئة الفاعلين المحليين ضمن إطار حكامة مجالية تشاركية.
كما تتناول المذكرة، اعتماد التكنولوجيات الحديثة لضمان تدبير فعال ومستدام للموارد الطبيعية، والمساهمة الفعالة في التصدي لآثار التغير المناخي.
ويمهد هذا التوافق الطريق نحو تعاون ثنائي معمق، يرتكز على تبادل الخبرات والمعارف، وتنفيذ مشاريع مشتركة ذات أثر بيئي واجتماعي واقتصادي ملموس.
علاوة على ذلك، تعتزم المؤسستان التعاون بشكل وثيق في إطار مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر”، التي أطلقتها المملكة العربية السعودية سنة 2021، والرامية إلى دعم التعاون الإقليمي في مجالات حفظ التنوع البيولوجي، وتعزيز مرونة النظم الإيكولوجية، وتحقيق التنمية المستدامة.
وتجسد هذه المبادرة الإرادة المشتركة للبلدين للإسهام الفعال في تنفيذ التوجيهات الدولية المتعلقة بالغابات، كما حددها المخطط الاستراتيجي للأمم المتحدة للغابات 2017–2030، والوفاء بالتزاماتهما في إطار أجندة 2030 للتنمية المستدامة.