المغرب والجزائر في سباق محموم نحو “الفضاء”
بعد أقل من شهرين على صدور أخبار عن نية المغرب بناء قمر فضائي جديد، يبدو أن الجزائر هي الأخرى تسير في اتجاه تطوير صناعتها الفضائية لخلق ساحة منافسة جديدة مع المغرب، تجاوزت هذه المرة حدود الأرض لتصل إلى الفضاء.
بداية هذا الأسبوع، ترأس الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اجتماعا “لتقييم عمل الوكالة الفضائية الجزائرية، وبحث وضعيتها الحالية من الجانبين الهيكلي والمالي، وكيفية تطوير عملها” حسب ما أعلن عنه بيان للرئاسة الجزائرية.
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع أخبار نهاية دجنبر الماضي تفيد بنية المغرب بناء قمر تجسس جديد، يحل محل القمر محمد السادس أ، الذي تم إطلاقه سنة 2017.
“سياسة ردود الأفعال”
في هذا السياق أوضح محمد الشيقر المحلل السياسي والخبير العسكري، أن الجزائر دائما ما كانت تنهج “سياسة ردود الأفعال”، مشيرا إلى أنه في كل مرة يخطو المغرب خطوة معينة تسعى إلى اتباعها ومحاولة احتواءها، وهو ما يجعل النظام الجزائري “يسير في اتجاه تقليد أي مبادرة يقوم بها المغرب”.
وفي ذات السياق أضاف “إِن كان المغرب ينفد هذه المشاريع وفق رؤية معينة، فإن نهج الجزائر لمشاريع مشابهة يدخل في إطار تخوفها من أي تفوق مغربي في كل المجالات بما فيها المجال الفضائي والذي يعتبر من المجالات الحساسة”.
وأوضح الخبير أن منذ اقتناء المغرب للقمرين الصناعيين، محمد السادس أ و ب، تسعى الجزائر إلى اقتناء أقمار فضائية بتكنلوجيا مشابهة، مشيرا إلى أنه إلى حد الآن لم تنجح في عقد صفقة مشابهة مع فرنسا وغيرها من الدول المعروفة في تقدمها بهذا المجال.
وتابع أن هذا الأمر جعل الجزائر تتجه إلى الصين، موضحا أن مستوى الصين في هذا النوع من الصناعات يبقى “متوسطا”.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أعلن في حوار سابق منتصف السنة الماضية عن تطلع بلاده لخلق شراكة مع الصينين في مجال علم الفضاء والتطبيقات الفضائية، للاستفادة من “الخبرة الصينية” في هذا المجال.
خبرة إسرائيلية
وكانت أخبار نهاية السنة الماضية تحدثت عن نية المغرب في تصنيع القمر الصناعي المغربي جديد يحل محل القمر الصناعي “محمد السادس أ”، غير أن المغرب وجه بوصلته هذه المرة نحو شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) بدل الثنائي الفرنسي إيرباص للدفاع والفضاء وشركة “تاليس ألينيا سبيس” اللذان كانا قد حصلا على صفقة الأقمار أ و ب.
وحسب صحيفة “مغرب إنتلجنس”، إنه من المحتمل أن الأمر يتعلق بالقمر الصناعي الإسرائيلي “أفق-13” (Ofek-13). والذي يعد جزءا من برنامج الأقمار الصناعية الاستخباراتية الإسرائيلية. بقدرة التقاط صور عالية الدقة لأجسام صغيرة بحجم 20 إلى 60 سم من الفضاء، كما أنه يعمل ليلا ونهارا، وفي جميع الظروف الجوية، مما يوفر تدفقاً مستمراً للبيانات الاستخباراتية.