المغرب وإسبانيا.. ملفات عالقة بعد سنة من عودة المياه إلى مجاريها
يوافق اليوم الجمعة 2 فبراير 2024 الذكرى الأولى لانعقاد الاجتماع الإسباني المغربي رفيع المستوى، الذي احتضنته الرباط، وشاركت فيه إسبانيا بوفد يقوده رئيس الحكومة بيدرو سانشيز ويرافقه فيه 11 وزيرا من حكومته، تمخض عنه توقيع حوالي 20 اتفاقية ثنائية في عدة مجالات، ومثل لحظة يقول المسؤولون في البلدين أنها طوت خلافا حادا مرت به العلاقات الثنائية، ونقلت البلدين إلى ” success story” كما يحب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن يقول في كل مناسبة.
بعد سنة من هذا الاجتماع، يبدو المسؤولون في المغرب في رضا تام عن تطورات العلاقة مع الجارة الشمالية، بتسجيل تقارب في المواقف السياسية وتطور في العلاقات التجارية وخطة واضحة لتوسيع المكاسب خصوصا على المستوى الاقتصادي لمواكبة خطط المغرب في مشاريعه الكبرى التي رسمها للسنوات العشر المقبلة، غير أن الوضع في إسبانيا لا يتسم بنفس الهدوء.
ويواجه رئيس الحكومة الإسباني، حرجا شديدا في الدفاع عن علاقته مع المغرب، بسبب ملفين أساسيين، أولهما ملف الهجرة خصوصا بعد ابتكار الشباب المغاربة لخط هجرة جديد نحو إسبانيا، يتجاوز البر والبحر، للهجرة جوا هذه المرة، أما الملف الثاني، فمرتبط بعدز إسبانيا عن إعادة فتح معابر سبتة ومليلية المحتلتين، منذ جائحة كورونا، على الرغم من أن اتفاقها مع المغرب قبل أزيد من سنة يشمل إعادة فتح المعابر.
تدفقات المهاجرين
على الرغم من كل الاتفاقات، إلا أن قضية الهجرة لا زالت من أبرز التحديات التي تحكم العلاقات المغربية الإسبانية، ففي الأشهر الأخيرة، تزايد القلق الإسباني من ارتفاع أعداد المهاجرين القادمين من المغرب، سواء من سواحله الشمالية أو الجنوبية، وأزمة تكدس طالبي اللجوء منهم في مطار مدريد الآن، والتي تحاول إسبانيا السيطرة عليها بفرض تأشيرة عبور على المغاربة الراغبين في التوقف خلال رحلاتهم في المطارات الإسبانية.
وهذه التطورات، قادت وزير الداخلية الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا ليكون المغرب اول وجهة خارجية له بعد تنصيبه في الحكومة الإسبانية الجديدة، حيث التقى نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت، وانتزع وعودا مغربية جديدة، وحقق مكسب السماح له بفرض تأشيرة عبور على المغاربة الراغبين في التوقف في المطارات الإسبانية، في رحلات سفرهم نحو دول أمريكا اللاتينية، بعدما بات الكثير منهم يختار هذه الطريقة للتوقف في إسبانيا وطلب الجوء السياسي فيها.
سبتة ومليلية
على الرغم من اتخاذ المغرب وإسبانيا لخطوات مشتركة كبيرة لطي الخلاف في القضايا الكبرى بينهما، إلا أن قضية سبتة ومليلية المحتلتين تبقى من القضايا الحية التي لم يتمكن البلدان من تجاوزها على الرغم من التقدم الكبير في العلاقات بينهما.
الخلاف بين المغرب وإسبانيا على سبتة ومليلية يمتد إلى جوانب اقتصادية، حيث لا زال المغرب يغلق الجمارك في المعابر مع المدينتين، منذ أكثر من ثلاث سنوات، في الوقت الذي تطالب إسبانيا بإعادة فتحهما.
ولم يتمكن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس خلال زيارته للمغرب قبل أيام من انتزاع وعد مغربي بفتح المعابر في تاريخ محدد، حيث اكتفى وزير الخارجية ناصر بوريطة بالحديث عن عزم المغرب الالتزام بوعد إعادة الفتح، ولكن بعد استكمال تدابير يقول إنها فنية.
هذا التعثر في إعادة فتح سبتة ومليلية المحتلتين، بات يضع الحكومة الإسبانية تحت ضغط كبير خصوصا من قبل المعارضة، والتي تتهمها بأنها قدمت تنازلات كبيرة للمغرب، دون تحقيق مكاسب أو تقدم في ملفي سبتة ومليلية على الخصوص.