المغرب.. ذاكرة مثقلة بالزلازل والحطام
عرف المغرب طيلة تاريخه زلازل قوية عصف بعضها بمدنه وقراه، آخرها قبل فترة الحماية الفرنسية-الإسبانية، كان في يناير عام 1909، حين دمرت هزات أرضية أحياء عديدة في إحدى ضواحي تطوان، بالإضافة إلى سقوط 100 ضحية بين وفيات وجرحى.
أما المشاهد المؤلمة التي عاشها المغاربة ليلة الثامن من شتنبر 2023، فليست الأولى من نوعها في تاريخ المغرب الحديث. فالبلاد تعرف نشاطا زلزاليا يخلف في كل مرة كارثة طبيعية ومأساة إنسانية كبيرة، هذه أبرزها:
زلزال أكادير:
يعتبر زلزال 1960 الذكرى الأكثر إيلاما التي عاشتها جهة سوس منذ الاستقلال. هذه الكارثة التي ألمت بأكادير أودت بحياة 15 ألف شخص وهو ثلث عدد الساكنة آنذاك. وخلفت آلاف الجرحى والمعطوبين ومئات المشردين، كما أن المدينة فقدت كل معالمها وصارت أنقاضا.
حدثت الهزة الأولى على الساعة الحادية عشر ليلا من فصل شتاء لم يكن عاديا واستغرقت ما بين 12 إلى 14 ثانية، هذه المدة التي تبدو أقصر بكثير من أن تُحدث كارثة ولكنها كانت كدهر من الزمن على قلوب ساكنة هذه المدينة.
زلزال الحسيمة 2004:
كأن الأرض لا تستيقظ إلا حينما ينام الناس جميعا. في 24 فبراير من سنة 2004، وعلى غرار زلزال أكادير، باغتت الأرض سكان الحسيمة وهم نيام على الساعة الثانية ليلا، حينما تحركت بهم البنايات والجدران إلى أن تهاوت وصارت حطاما كأنه لم يكن يوما بُنيانا.
قضى نحو 800 مئة شخص نحبه تحت الأنقاض فيما عاش المئات مع عاهات مستديمة وأمراض مزمنة. حيث ظل الناس لأكثر من ثلاثة أشهر خارج المنازل متكدسين في الخيام وهو الأمر الذي يفتقر لشروط السلامة الصحية وتسبب ذلك في إصابة البعض بأمراض مزمنة كالربو وغيره من الأمراض الخطيرة.