المغرب بين واجب الدفاع عن فلسطين والعمل على إرضاء إسرائيل
بعد مرور ستة أيام على عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بسبب اعتداءاتها ضد الفلسطينيين واقتحاماتها المتكررة للمسجد الأقصى، وما نتج عن ذلك من حرب طاحنة تدور رحاها فوق الأراضي الفلسطينية، خلفت خسائر ثقيلة في الأرواح والممتلكات، يجد المغرب الذي يرأس لجنة القدس، نفسه في موقف لا يحسد عليه، وذلك بسبب تكلفة اختياراته الدبلوماسية مع إسرائيل، وثقل مواقف شعبه التاريخية من قضية وجدت لنفسها مكانة خاصة في قلوب ووجدان المغاربة، اسمها القضية الفلسطينية.
وقد تحدثت سائل إعلام أمريكية قبل أيام عن إلغاء زيارة لوزير الخارجية الأمريكية، أنطوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط والمغرب، بعدما فشل في إقناع الدول العربية التي تجمعها اتفاقيات مع إسرائيل، بما فيها المغرب، بتبني موقف مدين للهجوم الذي قامت به حركة حماس ضد إسرائيل.
وما فتئت أمريكا التي تلعب دور عراب مسلسل التطبيع بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وعدد من الدول العربية، تدفع المغرب وكل الدول المطبعة لاستصدار موقف يدين حماس وعملياتها العسكرية، ويدعم في نفس الوقت إسرائيل وجرائمها المرتكبة في حق المدنيين الفلسطينيين.
وقد أجرى وزير الخارجية الأمريكي آنطوني بلينكن، يوم أمس اتصالا هاتفيا مع ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناقشا فيه تطورات الحرب بين الفلسطينيين وإسرائيل، والجهود المبذولة لمنع التصعيد الإقليمي وتأمين إطلاق سراح الرهائن، فيما غابت عن هذا الاتصال حقوق المدنيين الفلسطينيين وما يعانونه من بطش وتنكيل على يد الآلة الحربية لإسرائيل.
ولم تخف الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الغربية، دعمهم الكبير وانحيازهم المطلق لإسرائيل، منذ الساعات الأولى من انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، حيث عبروا عن وقوفهم إلى جانب إسرائيل ودعمها بالمال والسلاح، مع إعطائها الضوء الأخضر لاستخدام كل الوسائل التي تراها كفيلة “بالدفاع عن نفسها”.
وفي مقابل المواقف الرسمية للمغرب واختياراته الديبلوماسية، تجاه إسرائيل، ترتفع أصوات الشارع المغربي منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وحرب الإبادة التي يقترفها في حق الفلسطينيين، عبر وقفات تضامنية، عرفتها العديد مدن المملكة المغربية، منذ السبت الماضي.
يرتقب أن تجوب مسيرة مليونية، شوارع الرباط، يوم الأحد المقبل، تضامنا مع قطاع غزة وعموم الفلسطينيين، وتنديدا بحرب الإبادة والجرائم الإنسانية التي تقترفها إسرائيل، إضافة إلى المطالبة بإسقاط مسلسل الاختراق “واتفاقية التطبيع المشؤومة مع هذا العدو، وطرد ما يسمى مدير مكتب الاتصال الصهيوني وكل العصابة الإرهابية، وإقرار قانون يجرم التطبيع”، حسب ما جاء في بلاغ مشترك للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين صدر الأربعاء 11 أكتوبر 2023.