story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

المغاربة في لبنان يعيشون أوضاعا إنسانية قاسية ويطالبون الدولة بإجلائهم

ص ص

لا تزال معاناة الجالية المغربية في لبنان مستمرة مع تواصل الحرب الإسرائيلية التي يشنها جيش الاحتلال على مختلف المحافظات اللبنانية منذ الاثنين المنصرم مخلفة أزيد من 700 شهيد وما يقرب من 2200 مصاب.

الحرب الإسرائيلية على لبنان أكملت ما بدأته الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد منذ سنوات، وجعلت الشعب اللبناني ومعه الجالية المغربية يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة، ويعانون ظروفا اقتصادية واجتماعية قاسية، يزيد من قسوتها غياب الأمل في انجلاء الوضع الكارثي الذي تعيشه المنطقة برمتها.

وما يعمق جراح المعاناة التي تعيشها الجالية المغربية في لبنان، وقوف الدولة المغربية، إلى حدود اللحظة، “في موضع المتفرج” على آلامهم التي يكابدونها هناك، وعدم اتخاذها للإجراءات الضرورية من أجل مساعدتهم والشروع في عملية إجلائهم خارج الأراضي اللبنانية.

تقول المواطنة المغربية ريم زحلي، القاطنة بمحافظة البقاع جنوب شرق لبنان، “نعيش يوميا معاناة الخوف والهلع منذ بداية الحرب الإسرائيلية على لبنان، إضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعرفها البلد منذ سنوات، لم يتبق لنا شيئا، حتى ودائعنا في الأبناك ضاعت جراء الحرب”.

تستقر ريم زحلي، المنحدرة من مدينة الدارالبيضاء، رفقة زوجها اللبناني وأبنائها، بمحافظة البقاع منذ 13 سنة، وباعتبار هذه الأخيرة، منطقة مسيحية، تقول ريم “يفترض أنها منطقة آمنة لكن الطيران الإسرائيلي أصبح يقصف جميع أنحاء البلاد وليس فقط منطقة الجنوب، ويوم أمس انفجر 13 صاروخا بالقرب من بيتنا”.

وتضيف المتحدثة قائلة: “المنزل يهتز في كل لحظة جراء قوة الانفجارات، بشكل يبُت في قلوبنا رعبا كبيرا، وفي نفس الوقت يجب عليّ أن أبقى قوية خصوصا أمام الأبناء كي لا يتأثروا بمشاهد الحرب وظروفها”.

ومع إشراقة كل صباح، تظل ريم زحلي تنتظر اتصالا أو قرارا من سلطات السفارة المغربية في بيروت، يفتح لها ولمئات المغاربة هناك باب الأمل في إجلائهم إلى منطقة آمنة خارج الأراضي اللبنانية، على غرار ما فعلته العديد من دول العالم مع رعاياها في لبنان.

“نتواصل مع السفارة المغربية، غير أنه في كل مرة يكون جوابهم أن المنطقة لا تعرف حربا والحال أن الأمر عكس ذلك تماما”، توضح ريم زحلي.

وأردفت قائلة: “تواصلت مع السفارة في أكثر من مرة، وسجلوا اسمي وأسماء أبنائي، لكن قرار إجلائنا وإخراجنا من لبنان لم يتم بعد، ونعيش وضعا مزريا وصعبا بسبب الحرب”.

وأكدت المتحدثة أن “كل دول العالم قامت بإجلاء رعاياها من لبنان باستثناء المغرب، ولا نعرف لماذا؟.. أمر صعب ويحز في النفس، وحينما نسأل مصالح السفارة لا نجد لديهم جواب”.

وتابعت بنبرة حزينة، “يبدو أن الأمر أكبر من السفارة، ولذلك يجب على الدولة المغربية أن تتدخل، ونُوجه نداءنا للملك محمد السادس كي يصدر قرارا أو يتخذ مبادرة شخصية لإجلائنا، وإخراجنا من هذه الظروف الصعبة”.

ولم تزر ريم بلدها المغرب منذ 10 سنوات بسبب الظروف المادية الصعبة، “ولو كان بإمكاني اقتناء تذاكر الطائرة لي ولأسرتي، لفلعلت ذلك، وغادرت لبنان حالا حتى يهدأ الوضع، لكن ظروفنا المادية الصعبة لا تساعدنا في ذلك، خصوصا في ظل الارتفاع الصاروخي لتذاكر الطيران”.

وليست ريم وحدها، بل المئات من العائلات المغربية في لبنان، تعيش نفس الوضع، وقد تقدمت هذه العائلات بطلبات تسجيل لدى السفارة المغربية في بيروت، بحثا عن حل من أجل إجلائهم خارج لبنان مباشرة نحو المغرب، أو إلى أي بلد آخر.

ولحدود اللحظة، لم تقم السلطات المغربية بأي تحرك لتنظيم أية عملية إجلاء، وقد أكد متحدثون لصحيفة “صوت المغرب” أن السفارة المغربية في العاصمة بيروت، أخبرتهم أنها “لم تتلق أي تعليمات من طرف وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج من أجل الشروع في إجلاء الرعايا المغاربة هناك”.

وتعليقا على ذلك، تقول ريم زحلي، “نحن كجالية مغربية في لبنان نحس أننا أكثر جالية منبوذة من طرف سلطات بلادها، سافرت لدول عدة ولاحظت كيف أن هذه الدول تعامل رعاياها باستثناء نحن، نحس بنوع من الإهمال من طرف دولتنا ومن تعاملها معنا، ولا نعرف السبب، خاصة في ظل ظروف صعبة مثل التي نعيشها الآن”.

وفي السياق، أكدت الأمم المتحدة بأن تصعيد الهجمات الإسرائيلية في لبنان ترك هذا البلد بمواجهة فترة هي “الأكثر دموية منذ سنوات” إذ تمتلئ المستشفيات بالضحايا.

وقال المنسق الأممي الخاص في لبنان عمران رضا إن “التصعيد الأخير في لبنان أقل ما يمكن وصفه به أنه كارثي”.