المعرض الدولي للنشر والكتاب.. اللحظات الأولى للانطلاق

انطلقت اليوم 10 ماي الجاري فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته الـ29 والتي ستمتد إلى غاية 19 من ذات الشهر، ويقترح المعرض برنامجا ثقافيا يضم 241 فقرة تحتوي جديد الإصدارت ومتابعة للقضايا المطروحة، إضافة إلى فضاءات للعارضين القادمين من دول مختلفة.

فضاء المؤسسات الدستورية

وخصص المعرض هذه السنة فضاء مشتركا يجمع المؤسسات الدستورية، التي هي الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ومؤسّسة وسيط المملكة، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، ومجلس المنافسة، والهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، إلى جانب اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي.

وترغب الھیئات السبع المذكورة وفق ما أكده رؤساؤها في تصريحات صحافية، من هذا الحضور المشترك في نفس الجناح، ” تعزیز ظھورھا، وتعزیز ثقافة المواطنة وتعزیز الحوار مع الزوار”.

كما تندرج ھذه المبادرة “في إطار منظور تفعیل الانسجام والتكامل بین مجالات اختصاص مختلف المؤسسات والھیئات المعنیة، مما من شأنه أن ُیتیح لجمھور معرض الكتاب التعرف على الأدوار والمھام الموكلة إلى مجمل ھذه المؤسسات، والتعرف أیضاً على معالم عملھا وتقییم أنشطتھا”.

وقالت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري اليوم 10 ماي الجاري، في أولى أيام المعرض الدولي للنشر والكتاب، إن “الهيئة تحضر بشكل متواتر كل دورات المعرض لأنها تعتبر المعرض فضاء مهما جدا لدعم فعل القراءة” مضيفة “أن القراءة باب الولوج إلى المعلومة والخبر”.

وتابعت أن “القراءة باب بناء الفكر النقدي داخل المنظومة الإعلامية خاصة هذه المنظومة الجديدة التي دخلها الإعلام نتيجة للتحول الرقمي لوسائل الاتصال والإعلام ” معتبرة “أننا أضحينا نعيش في فضاء عمومي جديد تلعب فيه الفضاءات الرقمية دورا مهما للولوج إلى المعلومات.

وخلصت المتحدثة ذاتها إلى أن “الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري تسعى إلى بناء هذه الدراية الإعلامية من خلال عملها ومن خلال فضائها بالمعرض الدولي للنشر والكتاب” وقالت إنه طيلة أيام المعرض سيعمل فضاء الهيئة على تكوين الشباب زوار المعرض”.

قراء وعوالم

ويعانق القراء الذين يأتون من مختلف مدن المملكة بحثا عن الكتب والروايات ومختلف العناوين، كما تحكي ذلك الشابة عفاف ذات العشرين ربيعا والتي قدمت إلى فضاء المعرض منذ اللحظات الأولى لصباح اليوم.

وقالت عفاف في حديثها مع “صوت المغرب” إنها تحرص على زيارة المعرض منذ سنوات، حينما كان ما يزال يقام بمدينة الدار البيضاء وتابعت أنها “تحرض على القدوم إليه كل سنة بحثا عن إصدارات جديدة وعناوين لا تجدها عادة في المكتبات”.

وتجد عفاف في رحاب المعرض وأروقته فرصة للقاء كتابها المفضلين، وقالت في هذا الصدد إن “اختارت اليوم الأول من المعرض رغم انشغالاتها لأنه اليوم الذي سيحضر فيه أحد الكتاب الذين تقرأ لهم”.

أرقام عن المعرض

وعن تفاصيل المعرض والأرقام المتعلقة به قالت  لطيفة مفتقر مديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات، مندوبة المعرض الدولي للنشر والكتاب في ندوة صحافية سابقة إنها تلقت أزيد من 900 ناشر من مختلف أنحاء العالم.

وأشارت إلى أن الجديد في الدورة الحالية يتمثل في مشاركة أربعين عارضا يشارك لأول مرة في فعاليات هذه التظاهرى الثقافية الدولية، وقالت إن واستقطابهم ياتي في إطار تجديد صورة المعرض”.

وأشارت إلى أن “الرصيد الوثائقي للمعرض يتجاوز 100 ألف عنوان يتصدره حقل العلوم الإنسانية والآداب واللغات وباقي الحقول المعرفية الأخرى”. إضافة إلى برنامج ثقافي يضم 241 فقرة تحتوي جديد الإصدارت ومتابعة للقضايا المطروحة خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وتحديات المناخ.

وبعدما احتفت الدورة السابقة من المعرض بالكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي، أعلنت مفتقر عن الاحتفاء هذا العام بتجربة الكاتب المغربي الراحل إدمون مليح العمران وسيتم تخصيص فضاء خاص لذلك.

وفي وقت سابق أعلنت إدارة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط أن منظمة اليونسكو ستكون هي ضيفة شرف الدورة 29 من المعرض الدولي للنشر والكتاب لسنة 2024.

وأوضحت الإدارة في تدوينة على صفحتها الرسمية على موقع فايسبوك، أنه “يسرنا الإعلان أن منظمة اليونسكو هي ضيفة شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب لسنة 2024”.

وستنطلق الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب من 09 إلى 19 ماي 2024 في ساحة OLM السويسي بمدينة الرباط. وسيشـارك في هذه الـدورة المئات من العارضـين، يمثلـون عشرات البلدان عبر العالم، ويقدمـون عرضـا وثائقيـا بآلاف العناوين، بحقــول معرفيــة مختلفــة ورســالة ثقافيــة مشــتركة، تجعل من هذا الحدث الثقافي أكبــر مكتبــة مفتوحــة.

وستشـهد الـدورة 29 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، تنظيـم فعاليـات ضمـن برنامجهـا الثقـافي العـام، يحضرهـا المئات مـن الكتـاب والمفكريـن والشـعراء المغاربة والأجانب، وتتضمـن نـدوات موضوعاتيـة، ولحظـات اسـترجاعية لفكـر وإبـداع بعض الرموز الثقافيـة التـي أسسـت مسـارات فكريـة وإبداعيـة متميـزة، بالإضافـة إلـى لقـاءات مباشـرة بـن المبدعـات والمبدعـن وجمهورهـم.