المشيشي ينتقد “التشهير” بالمستفيدين من الدعم الاجتماعي
انتقد محمد العلمي المشيشي، وزير العدل السابق ورئيس أول هيئة مستقلة لأخلاقيات الصحافة في المغرب، تشهير بعض وسائل الإعلام، خاصة منها التلفزيون، بالمستفيدين من برامج الدعم الاجتماعي، داعيا إلى احترام كرامتهم.
وأوضح المشيشي أن تشبع جزء من المجتمع بالقيم التقليدية مثل قول الحقيقة والتضامن غير ظاهر، منتقدا ما وصفه ب”التظاهر بالتضامن” من خلال ما تروج له التلفزة المغربية في مسألة إظهار المستفيدين من المساعدات الإنسانية بالقول إن “المستفيد من المساعدات أو الصدقة له كرامة، ولو أتيحت له الفرصة في أخذ الصدقة سرا لا ما تردد”.
ودعا محمد العلمي الإدريسي المشيشي، خلال مداخلة ألقاها مساء الجمعة 19 يناير 2024 في ندوة علمية حول دور السينما والإعلام في التنمية المجالية المنظمة في إطار من فعاليات الأيام السينمائية والإعلامية بإقليم بولمان، إلى محاربة القيم السلبية في المجتمع، من خلال “تلقيح” الجيل الصاعد بالقيم السامية الحقيقية باعتبارها قاعدة من القواعد الأخلاقية التي تحكم الحياة الاجتماعية.
وأوضح المشيشي، أن تطعيم الأجيال الحالية بالقيم السامية المطلوبة لن يتم إلا عبر التربية المرتبطة أساسا بالأبوين ثم بالتعليم، مؤكدا أهمية مهنة التدريس والمعلم بالقول: “غايتنا في النمو أن نصبح معلمين، ولكن مع الأسف، التعليم اليوم في وضع لا يحسد عليه بعدما كاد المعلم أن يكون رسولا”.
وميز المشيشي بين القيم التقليدية، كالشفافية والاحترام والنزاهة والتضامن… والقيم الحديثة كالبحث عن الديمقراطية والمساواة… معتبرا أن القيم الإيجابية التقليدية تسير بالمجتمعات إلى الأمام، وأن “القيم الجديدة مهمة ولها الكثير من الإيجابيات لكن لابد من الانتباه الى الأهمية التي تحظى بها القيم التقليدية”، داعيا إلى نشرها والتشجيع عليها.
واعتبر المشيشي في المداخلة ذاتها انه لا تنمية بدون قيم؛ على اعتبار أن التنمية تتم بالإشعاع الفكري، في إشارة منه إلى مسألة التنافر بين القيم التقليدية والقيم الحديثة، وهو التنافر الذي لا يراه، حسب المشيشي، إلا المفكرون الذين يحبون وطنهم وبلدهم الأم، بل “ويتألمون لحاله في وسائط التواصل”.