المزارعون الإسبان يواصلون تصعيدهم ضد الصادرات المغربية

لا زالت ثورة المزارعين الأوروبين ضد السياسات الحكومية في بلادهم متواصلة، فغضب هؤلاء المحتجين، لم يجد غير الشاحنات المغربي شماعات يعلقون عليها غضبهم المتصاعد.

ففي كل مرة يأخذ تصعيد المزارعين الإسبان ضد الصادرات الأجنبية شكلا جديدا، هذه المرة بقطع الطريق السريع “AP7” الذي يربط بين فرنسا وإسبانيا، وهو ما تسبب في إيقاف حركة آلاف الشاحنات من بينها مئات الشاحنات المغربية.

سائق شاحنة بعين المكان أوضح أن العديد من الشاحنات المغربية تعرضت للاستهداف من خلال تفريغ حمولتها ورميها على جنبات الطريق في مشهد بات مألوفا في الأسابيع القليلة الماضية.

وأضاف ذات المصدر في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن الاعتداءات وصلت حد تخريب بعض هذه الشاحنات، وترهيب سائقيها بعبارات وألفاظ نابية، وهو ما جعل السائقين يعيشون في حالة من الرعب والهلع خوفا على سلامتهم الصحية.

وتابع أن العديد من الشاحنات المغربية الجديدة استهدفت من خلال تخريب إطاراتها على يد بعض المزارعين المحتجين، لمنعها من التقدم.

وفي خضم هذا الحراك الذي تشهده إسبانيا في أوساط مزارعيها، انتعش خطاب الفلاحين المعادين لدول الجنوب بما في ذلك المغرب، مدفوعين بخطاب اليمين المتطرف.

وفي هذا السياق يستمر حزب “فوكس” الإسباني اليميني المتطرف في نهج سياسة “صب الزيت على النار”، من خلال إظهار دعمه للمزارعين الغاضبين وتأجيج هذا الغضب بمهاجمة المغرب، وذلك في غياب أي مقترحات وبدائل الجادة لدعم المزارعين الإسبان.

وردا على استمرار استهداف الشاحنات المغربية، أكدت الحكومة أن المغرب بدأ الإجراءات لحماية شاحناته المحملة بالخضر،

وقال مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في ندوة صحافية يوم أمس أعقبت أشغال المجلس الحكومي، إن المغرب “فعل قنواته الدبلوماسية”، لحماية منتوجاته المصدرة إلى الفضاء الأوروبي.

وأضاف أن تصدير المنتجات الفلاحية المغربية لأوروبا، مرتبط باتفاقية للتبادل الحر، تم التفاوض فيها حولها المواد المصدرة والكميات ومختلف المعايير.

وأمام تضاعف وتيرة الاعتداءات التي تتعرض لها الشاحنات المغربية، قررت الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية “كومادير” رفع شكاوى أمام المحاكم الإسبانية، مؤكدة رفض التعامل بالمثل والانتقام من الصادرات الفلاحية الإسبانية إلى المغرب

وأكدت “الباطرونا الفلاحية” في بلاغ لها يوم أمس الخميس، أن هذه الهجمات المتكررة باتت تضر بالعلاقات التجارية النموذجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مضيفة أنها “غير مبررة، وهي ترمي الى نشر مغالطات إعلامية مغرضة تسيء الى الفلاحين المغاربة، وتلحق بهم بالغ الضرر”.