المرزوقي: بمجرد وفاة اعبابو.. فشل الانقلاب
في صباح يوم 10 يوليوز 1971، لم يكن أي من ضيوف الملك الحسن الثاني في قصر الصخيرات يتوقع أن يكونوا في قلب واحدة من أكثر الأحداث دموية في تاريخ المغرب الحديث. حيث كان القصر الملكي بالصخيرات يحتفل بعيد ميلاد الملك الراحل الحسن الثاني، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والعسكرية والدبلوماسية. في هذه الأجواء، وصل امحمد اعبابو ومحمد المذبوح على رأس مجموعة من الجنود من مدرسة أهرمومو العسكرية لتنفيذ الانقلاب ضد الملك.
بداية الهجوم
يحكي أحمد المرزوقي خلال استضافته في برنامج “ضفاف الفنجان” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، أنه بعد وصلوهم إلى القصر الملكي بالصخيرات في شاحنات عسكرية، أمرهم الكولونيل اعبابو بالنزول وإطلاق النار دون تحديد أي هدف أو اتجاه.
وفي لحظات، تحولت الأجواء الاحتفالية الهادئة إلى فوضى عارمة، حيث فتح الجنود النار على الضيوف، وقتلوا عددا كبيرا من الشخصيات العسكرية والسياسية، وتحولت الساحة المحيطة بالقصر إلى حمام دم ومسرح للجثث المتناثرة.
وفي هذا السياق، أشار المرزوقي إلى أن الكثير من الضباط والتلاميذ امتنعوا عن إطلاق الرصاص، وحاولوا مساعدة الكثير ممن كانوا بالقصر كما ساعدوهم على الفرار، ولولا هذه المساعدة الإنسانية، يقر المرزوقي، لكانت الخسائر أبشع وأفظع.
وأضاف أن الجنرال المذبوح كان يحاول جاهدا البحث عن الملك الحسن الثاني والتواصل معه. لكنه في النهاية قتل، حيث يؤكد المرزوقي أن الجزم فيمن قتله يظل صعبا، إذ تقول إحدى الروايات أن أعبابو هو من أعطى إشارة بعينيه لقتل المذبوح، بينما تقول الرواية الأخرى، وهي الأقل تأكيدا حسب المرزوقي، أن المذبوح قتل برصاصة طائشة.
صراع اعبابو ومحاولة العثور على الملك
أوضح ضيف “ضفاف الفنجان” أن أعبابو كان على الجانب الآخر يبحث بجنون عن الملك. إلا أن مكانه ظل سريا في نهاية المطاف. وبعد أن فشل في العثور على الملك شخصيا، كلف أخاه وثلاثة من الكوماندوهات باستكمال عملية التفتيش، لينسحب هو رفقة تلاميذ المدرسة مغادرين المكان.
وأشار المرزوقي في هذا السياق، إلى أن أعبابو كان يراقب الوضع بحسرة، حيث علق قائلا: “الذي يحز في النفس هو أنني أحضرت عناصر مدرستي للمشاركة في هذه العملية القذرة، وأنا سأبيع جلدي غاليا”.
الهجوم على مقر الإذاعة والتلفزيون
استطرد المرزوقي أنه بعد الفشل في العثور على الملك داخل القصر، قرر أعبابو مغادرة الموقع والعودة إلى الرباط برفقة بعض الضباط، متوجهين إلى مقر الإذاعة والتلفزيون في محاولة للسيطرة على وسائل الإعلام، من أجل بث بيان يعلنون فيه سقوط النظام الملكي، وكذلك كان، حيث تمكنوا من بث بيان عبر الإذاعة عن طريق المذيع محمد بن ددوش.
فشل الانقلاب ووفاة اعبابو
بعد ذلك، خرج أعبابو إلى ساحة القيادة العليا، حيث خاطب الجنود، قائلا إن ما قاموا به هو من أجلهم ومن أجل مستقبل المغرب، مشددا على انتهاء عهد الظلم والمحسوبية والرشوة، داعيا إياهم للانضمام إليه: “عاش المغرب عاش الشعب”.
وأشار المرزوقي إلى وقوع خلاف بين أعبابو وأخيه، لأنه لم يمتثل للأوامر وغادر القصر قبل العثور على الملك الحسن الثاني.
بعد ذلك، وقعت مواجهة بين أعبابو والجنرال البوهالي، الذي تحدث إلى أعبابو بلهجة حادة مطالبا إياه بالاستسلام. لتندلع بينهما الطلقات النارية، التي أردت الجنرال البوهالي قتيلا على الفور، فيما استمر أعبابو في محاولاته للبقاء على قيد الحياة، لكنه طلب من مساعده عقا، أن ينهي حياته.
وأشار المرزوقي إلى أن اللحظة التي توفي فيها الجنرال امحمد اعبابو، شكلت اللحظة الحاسمة التي رسمت معالم فشل الانقلاب، حيث لا انقلاب بلا قائد ومشرف.
لمتابعة باقي التفاصيل يمكن مشاهدة الحوار أسفله بالضغط على الرابط.