المرابط: اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء “تطور ملموس” ستتبناه دول أوروبية أخرى
أعلنت الجمهورية الفرنسية رسميا اعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وذلك في رسالة وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للملك محمد السادس تزامنا مع الذكرى ال25 لعيد العرش.
وجاء الموقف الفرنسي المتقدم بخصوص قضية الصحراء المغربية بعد موقف “ضبابي” للديبلوماسية الفرنسية في دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية بشكل صريح، أعقبتها أزمة دبلوماسية بين البلدين لأزيد من سنتين.
ومن شأن الموقف الفرنسي الأخير أن يؤثر بشكل إيجابي في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين من جهة، والإسهام في طي ملف الصحراء المغربية الذي عمر لما يزيد عن خمسة عقود من جهة ثانية.
وتعليقاً على اعتراف باريس بمغربية الصحراء، عدّ المحلل السياسي والخبير في العلاقات المغربية الفرنسية، عمر المرابط القرار الفرنسي “حدثاً بارزاً”، يمكن اعتباره هدية من فرنسا للملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ25 لتربعه على عرش المملكة المغربية.
ويرى عمر المرابط الخبير في العلاقات المغربية الفرنسية، أن الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، له وزن كبير داخل الاتحاد الأوروبي ومن شأنه تقوية الموقف المغربي ويدفع بالكثير من البلدان نحو السير على نهج باريس، خاصة بعد اعتراف إسبانيا وعدد من الدول الأخرى بسيادة المغرب على صحرائه.
ولفت المرابط إلى أن العلاقات المغربية الفرنسية ستعرف “تطوراً ملموساً” سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً، بعدما كانت متوترة في السابق كون أن المغرب “كان يطالب فرنسا باتخاذ موقف واضح، بالتزامن مع أزمة صامتة منذ سنوات نظراً لتقاعس فرنسا في هذا الملف”.
وشدد الخبير السياسي على أنا المغرب يعتمد اليوم نظارة الصحراء المغربية في تقييم علاقاته مع الدول الصديقة، “وعليه ستشهد العلاقات المغربية الفرنسية تطوراً عكس ما سيقع بالنسبة للجزائر، التي تسعى لقطع الطريق على الموقف الفرنسي”، مشيراً إلى أن فرنسا “لن تتراجع باعتبارها دولة عظمى أمام الموقف الجزائري”.
ويتوقع المتحدث ذاته أن تتخذ الجزائر مواقف كما فعلت مع إسبانيا قد تضعها في موقف محرج، من قبيل وقف زيارة الرئيس الجزائري إلى فرنسا، ما قد يليه من توتر في العلاقات، لأن الموقف الفرنسي، يضيف المرابط “يحمل أهمية أكبر من مواقف الدول الأوروبية الأخرى”، مبيناً أن العلاقات بين فرنسا والجزائر دائما كانت تتأرجح بين مد وجزر.