المتوكل: لسنا بصدد برنامج انتخابي بل صيغة نرجو أن تساهم في تحريك الوضع السياسي الراكد
ص
ص
شرح عبد الواحد المتوكل، رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، الأسباب الكامنة وراء تقديم الجماعة لوثيقة سياسية تطالب بدستور جديد في البلاد في هذه الظرفية، مؤكدا أن صدور الوثيقة اليوم وليس أمس، باعتبارها فكرة ومشروعا كانت موجودة منذ سنوات، لكننا، يقول “كنا نرفض نشرها للعموم لسبب بسيط هو غياب إرادة سياسية حقيقية للإصلاح، وعدم توفر بينة تعددية ديمقراطية تستوعب الجميع دون إقصاء”.
المتوكل، الذي كان يتحدث خلال ندوة صحفية عقدتها الجماعة عصر اليوم الثلاثاء 6 فبراير 2024، في الرباط، قال “قد يجنح الخيال بالبعض ليأتي بتأويلات لا تمت للواقع بصلة، لهذا آثرت أن أشرح الأسباب التي ذكرت”، مضيفا “على الرغم من إلحاح بعض الفضلاء، تمسكنا بموقفنا على اعتبار أنه ما لم تتوفر ضمانات تعطي لصوت المواطن قيمة وللمشاركة معنى، فإن الحديث عن تقديم مقترحات لتجاوز الأعطاب سيكون صيحة في واد”. وزاد “وربما عوض أن نساهم في جذب الأنظار إلى القضايا المصيرية مثل الفساد والاستبداد والتركيز على البداية الصحيحة للإصلاح الحقيقي، سنعطي الفرص للنقاش المغلوط، لذلك فضلا التريث”.
وشدد المتحدث ذاته على أن تقديم الوثيقة السياسية الآن “ليس لتحول في موقف السلطة أو لأن المناخ العام تهيئ بشروط الأنظمة الديمقراطية، بل لتجاوز ما كان يعيبه علينا بعض الفضلاء، وتبديدا لما كان يحسبه البعض غموضا غير مريح، ودفعا لما يروجه الإعلام الرسمي من تشويه واتهامات باطلة للعدل والإحسان للتخويف منها”. وأردف “لذلك قررنا أن ننشرها اليوم آملين أن لا تثير التخوفات التي كنا نتحدث عنها سابقا”.
“هذا الشرح قد لا يقنع البعض ممن سيصر على أن هناك شيئا يطبخ”، يقول رئيس الدائرة السياسية للجماعة، مؤكدا أن “ليس هناك طبخ، وكل ما في الأمر هو إعادة النظر في رأينا، لكننا ما زلنا متمسكين بمبادراتنا ولم نغير منها شيئا”. وشدد المتوكل على أن “الوثيقة كانت جاهزة منذ أشهر وصادق عليها المجلس القطري، لكننا قدرنا أن الوقت غير مناسب، نظرا للأحداث التي عرفتها بلادنا، مثل زلزال الحوز وما صاحبه من آلام، والتطبيع وما يثيره من انزعاج على مستقبل المغرب ثم عدوان غزة، فضلا عن الاحتجاجات الاجتماعية، كل ذلك جعلنا نتريث في انتظار فرصة مواتية”. وزاد “لكن الأحداث لم تنقطع، والمزيد من الانتظار قد يجعل الوثيقة متجاوزة، وهو ما نريد أن نتفاداه فقررنا نشرها”.
وفي سياق شرحه لدواعي الوثيقة السياسية التي تطالب بدستور جديد للبلاد، أوضح المتوكل “لسنا بصدد برنامج انتخابي بل هي صيغة نرجو أن تساهم في تحريك الوضع السياسي الراكد”.