المبعوث الأممي لسوريا يدعو لانتقال سياسي منظم وتجنب سفك الدماء
دعا المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسون لانتقال سياسي منظم في سوريا، مؤكدا أن الحاجة لهذا الانتقال “لم تكن ملحة بقدر ما هي عليه الآن”.
وأوضح المبعوث الأممي أن الأوضاع في سوريا تتغير كل دقيقة، مناشدا الأطراف السورية إلى الهدوء وتجنب سفك الدماء وحماية المدنيين ومطالبا في نفس الوقت بمحادثات سياسية فورية في جنيف لتطبيق القرار الدولي 2254.
وعلى الأرض، أكدت المعارضة السورية المسلحة أنها تخوض معارك عنيفة ضد قوات النظام شمال مدينة حمص، حيث نقلت وكالة رويترز عن مصادر تأكيدها أن المعارضة المسلحة دخلت إلى ضواحي مدينة حمص الرئيسية.
وقالت المعارضة السورية المسلحة إنها رصدت هروب قوات النظام من مطار المزة العسكري في العاصمة دمشق.
وفي غضون ذلك، أكدت وكالة الأنباء العراقية أن أكثر من ألف جندي سوري عبروا إلى العراق اليوم فرارا من المعارك.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية لقناة الجزيرة القطرية، إن ألفي جندي نظامي من الجيش السوري دخلوا الأراضي العراقية بمعداتهم الكاملة، مضيفا أنهم “بضيافة القوات العراقية”.
ونفت الرئاسة السورية التقارير عن مغادرة الأسد الذي يحكم البلاد منذ وفاة والده حافظ عام 2000، دمشق، مؤكدة أنه “يتابع عمله” من العاصمة.
وأخلت القوات الحكومية السورية السبت بلدات تبعد حوالى 10 كيلومترات عن العاصمة دمشق من الجهة الجنوبية الغربية، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إطار سلسلة انتاكسات منيت بها في الميدان.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مصادر قولها إن مسؤولين مصريين وأردنيين طالبوا الرئيس السوري بشار الأسد مساء أمس، بمغادرة البلاد وتشكيل حكومة في المنفى.
وكانت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل متحالفة معها بدأت في 27 نونبر هجوما على القوات الحكومية انطلاقا من محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، وتمكّنت من السيطرة على مناطق واسعة أبرزها حلب ثاني كبرى مدن البلاد، وواصلت التقدم لتسيطر على حماة، وتقترب من مدينة حمص.
ويعد هذا الهجوم غير مسبوق باتساع نطاقه منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الاسد في العام 2011، قمعتها السلطات بعنف، قبل أن تتحول الى نزاع دامٍ أسفر عن مقتل مئات الآلاف وتهجير الملايين وتسبب بدمار واسع.
وفي السياق، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، أن تركيا تعقد اليوم السبت في الدوحة اجتماعا مع روسيا وإيران في محاولة لإيجاد مخرج سياسي وسلمي للأزمة في سوريا وتجنب الفوضى عند أبوابها.
وتشارك الدول الثلاث التي ستكون ممثلة بوزير خارجيتها في صيغة استانا التي بوشرت لاسكات صوت الأسلحة في سوريا، من دون أن تكون منضوية في المعسكر نفسه على أرض المعركة.
وتساعد موسكو وطهران الرئيس السوري بشار الأسد عسكريا للقضاء على المعارضة، فيما أنقرة التي لا تنخرط مباشرة في عمليات على الأرض، تنظر بعين الرضا إلى تقدم الفصائل المعارضة راهنا.
وشدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي تعد بلاده من الداعمين للأسد، على أنّ “الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمجموعات المعارضة المشروعة يجب أن يبدأ”.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه “من غير المقبول السماح لجماعة إرهابية بالسيطرة على الأراضي في انتهاك للاتفاقيات القائمة، بدءا من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 (الصادر في العام 2015) الذي أكد بقوة سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها ووحدتها”.