story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

“اللي تهضرو جريه” يا وليد !

ص ص

الناخب الوطني وليد الرݣراݣي الذي أمضى حتى الآن قرابة ثلاث سنوات على رأس الطاقم التقني للفريق الوطني، اكتشف أخيرا في حوار مع المجلة الفرنسية “أونز مونديال” أنه يتولى أصعب منصب في كرة القدم، بسبب توفره على خليط كبير من المرجعيات الثقافية والإجتماعية والكروية للاعبين !

لا ندري سبب نزول وليد بهذا الأمر، ولا دوافعه، فهو معطى قائم في الفريق الوطني منذ سنوات طويلة، أي حتى عندما كان وليد الرݣراݣي لاعبا، والجميع يعرف أن اختلاف البيئات التي يأتي منها لاعبو منتخبنا الوطني، كثيرا ما تسببت في تفكك المجموعة وعدم انسجامها، بل وفي ظهور الكثير من الخلافات داخل المعسكرات وأماكن الإقامة، وكانت أولى أسباب الهزائم والإقصاءات على الميدان، في كثير من النهائيات والدورات المجمعة.

لكن هاذ الإختلاف لوحظ أنه يكاد يختفي نهائيا من الفريق الوطني خصوصا خلال السنوات القليلة الماضية، حيث يسجَّل انسجام بين جميع اللاعبين من خلال التواجد في المعسكرات والتداريب وأثناء المباريات، وجمعهم واجب الدفاع عن القميص الذي اختاروه عن قناعة وحب، وبالتالي ذابت الكثير من الفوارق والإختلافات القديمة، وهو ما يثير علامات استفهام كبيرة حول دواعي حديث وليد الرݣراݣي اليوم عن صعوبة التأليف بين مرجعيات لاعبي المنتخب الوطني.

من النقاط السلبية في وليد الرݣراݣي، هو لسانه في التصريحات والحوارات مع وسائل الإعلام، حيث تسبب له في كثير من المرات في إثارة الزوابع المجانية عليه، وفي حملات التهجم التي تستهدفه من الجماهير الغاضبة من اختياراته البشرية والتقنية، وحواره الأخير مع مجلة “أونز مونديال” كان غير موفق تماما، بحيث ظهر وكأنه يهيء المغاربة لنتيجة لا ينتظرونها، وهناك الكثير ممن فسروا ما ذهب إليه وليد، أنه علامة على تزايد شعوره بالضغط المفروض عليه للفوز ب”الكان” المقبل، أو حيرته في إعداد لائحة اللاعبين، بسبب وفرة من يستحقون حمل القميص الوطني، وتألق الكثير من النجوم في أنديتها.

وليد الرݣراݣي لديه كل الظروف الملائمة للعمل يتمناها أي مدرب.. وله أيضا ثقة الجامعة فيه وفي الطاقم الذي يشتغل معه، ويتوفر على صلاحيات كبيرة في تدبير شؤون الفريق الوطني، هذا بالإضافة إلى توفره على هامش واسع لاختيار التشكيلة من بين عدد هائل من النجوم المتألقين.. وما عليه الآن فقط سوى أن يظهِر “حنة يديه” ويشتغل في صمت، وأن يقلل من خرجاته الإعلامية التي يلقي فيها الكلام على عواهنه، ويتفادى التأجيج المجاني للضغوطات عليه من الرأي العام.

من يعرف وليد الرݣراݣي عن قرب، عليه أن ينصحه بقليل من الصمت وكثير من العمل والتخطيط لمهمة صعبة تنتظره، وأن يذكره بالمثل الشعبي المغربي البليغ: “اللي تهضرو.. جريه”.