اللغز السوري.. تفكيك شفرة الانهيار المفاجئ في معسكر نظام الأسد
مباشرة بعد إعلان اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل في 27 نونبر الماضي، اشتعل الوضع في سوريا؛ إذ أعلنت فصائل المعارضة المسلحة، وأبرزها هيئة تحرير الشام، عن عملية “ردع العدوان” ضد قوات النظام وحلفائه.
التصعيد الجديد بدأ في أكتوبر الماضي، حين نفّذ الطيران الروسي وقوات من النظام السوري هجمات قوية على مواقع المعارضة المسلحة في إدلب.
باستدعاء السياق إذن، تبدو عملية ردع العدوان بمثابة رد فعل على هجمات سورية روسية على إدلب، رأت فيها تركيا وحلفاؤها من قوات المعارضة السورية خرقا لاتفاق وقف إطلاق بين روسيا وتركيا في الأراضي السورية كما جرى التوصل إليه في دجنبر 2016، والذي انضمت إليه إيران لاحقا وبات يُعرف بمسار آستانة لخفض التصعيد.
تطورات في الموقف، غدتها ظروف دولية وإقليمية متفجرة، أبرزها الحرب في أوكرانيا، والعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ونتائجه السلبية على النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما اقتنصته فصائل المعارضة السورية بحيث استغلت كل ذلك لمزيد من خلط الأوراق، بغية فرض شروط جديدة.
لا حاجة للتذكير بأن سوريا تحظى بأهمية جيوسياسية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط. إذ أصبحت، منذ تحطيم العراق وتحييده سنة 2003، في قلب الضغوط الإقليمية بين عدة مشاريع دولية (أمريكا، روسيا)، وفي قلب التناقضات الإقليمية التي حولتها إلى ساحات للمواجهة المباشرة، بما في ذلك المواجهة المسلحة، خصوصا بين قوى رئيسية في الإقليم (تركيا، إيران، إسرائيل).
تناقضات لم يحسن النظام السوري إدارتها، سواء في سنة 2011 حين فقد السيطرة على أراضيه، أو اليوم إذ يمكن أن تذهب برأسه، حيث باتت قوى المعارضة المسلحة على مشارف مدينة حمص، ملتقى الطرق الاستراتيجية في سوريا كلها.
ويمكن القول إن تفجر الصراع من جديد في سوريا، بعد اتفاق آستانة الذي سمح للنظام باستعادة السيطرة على جزء واسع من الأراضي بين صيف 2016 وربيع 2017، يعود إلى التطورات الجديدة في العالم والإقليم (الحرب في أوكرانيا، الحرب على عزة ولبنان) التي أدت إلى تعديل في موازين القوى بين الأطراف الإقليمية والدولية، بعضها موجود على الأرض في سوريا مثل أمريكا وتركيا وإيران وروسيا، وبعضها يحاول استعادة بعض النفوذ والتأثير مثل السعودية والإمارات.
موازين جديدة في القوى أدت بجميع الأطراف إلى القيام بتعديل في حسابات المصالح والقدرات والإرادات، وأفضت إلى الانفجار الذي رأيناه يوم 27 نونبر الماضي، أي إعلان فصائل المعارضة المسلحة الهجوم على قوات النظام السوري، ليس من أجل استرجاع ما فقدته سنة 2016 أي حلب ونواحيها، بل من أجل رأس النظام نفسه.
في هذا السياق، تحاول هذه الورقة الإجابة عن سؤال: لماذا تفجر الوضع في سوريا؟ وهل يستطيع النظام السوري النجاة مرة أخرى؟
..
لقراءة النص الكامل للورقة، يمكن تحميل العدد الجديد من مجلة “لسان المغرب“.