الكتاني ينتقد طريقة صرف الدعم المباشر للفقراء
اعتبر عمر الكتاني، الخبير الاقتصادي أن الدعم المباشر الذي أطلقته حكومة عزيز أخنوش أحد أنواع الريع الموجه للفقراء، مبرزا أن “إعطاء المال للإنسان من أجل استهلاكه ليس مثل إعطائه المال لزيادة إنتاجه، أو توجيهه نحو تعليمه أو تكوينه لتحويله إلى كائن منتج”.
وأكد الكتاني خلال استضافته مساء أمس الخميس بمؤسسة الزاوية للفكر والتراث أن الدولة كان من المفروض أن تقوم باختيار شباب عاطل ينتمون للأسر التي ستستفيد من الدعم المباشر، وتقوم بتعليمهم أو على الأقل تشغيلهم، ومن ثمة سيصبح لهذه الأسر دخل قار بواسطة مجهود الأبناء وليس منح المال للاستهلاك.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن جزء من الدعم المالي، الذي ستمنحه الحكومة للأسر الفقيرة سيخصص كمصروف شخصي للأبناء، على اعتبار أن بعضهم عاطلون عن العمل، وبالتالي قد يكونون معرضين بشكل كبيرة لاستهلاك المخدرات والإدمان عليها.
من جانب آخر، قال الكتاني، إن الاقتراض الخارجي الذي بلغ نسبة 75 في المائة من الناتج الإجمالي للبلاد، سيشكل عبئا على الأجيال المقبلة من المغاربة، وسيجبرهم على سداد هذه الأقساط حتى قبل أن يكونوا منتجين.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن صندوق النقد الدولي زاد خلال مؤتمره الأخير في مراكش، من الضغوط على المغرب للزيادة والرفع من الضرائب ما يزيد العبء الاقتصادي والاجتماعي على الشرائح والطبقات الأضعف في المجتمع المغربي ويدفع الشركات والمقاولات إلى الإفلاس.
وأوضح المحلل الاقتصادي في ذات السياق، أن من أسباب التضخم نقص المياه، وتوالي سنوات الجفاف، بالإضافة إلى ضعف المردودية لدى السكان النشيطين، قبل أن يخلص بالقول إلى أن التضخم “مرتبط أساسا بتعدد مصادر الريع”.