story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

الكان وخطط المدربين

ص ص

ستشهد دورة كأس إفريقيا للأمم حضورا لافتا للمدربين المحليين رفقة منتخباتهم الوطنية، حيث يسجلون أعلى نسبة مقارنة مع الدورات السابقة، فمن بين 24 منتخبا مشاركا، نجد نصفهم يتوفرون على مدرب من أبناء البلد وجميعهم سبق لهم أن كانوا لاعبين دوليين.

المنتخبات المعنية هي المغرب والسنغال و الجزائر والكاميرون وتونس وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو وغينيا والرأس الأخضر والموزمبيق ومالي وناميبيا.

فيما لازالت المدرسة الفرنسية كالعادة تعرف أكبر حضور للمدربين الأجانب في إفريقيا، ودورة الكان المقبل ستعرف حضورهم على رأس اللائحة بـ4 مدربين، حيث سيشرفون على منتخبات الكوت ديفوار وبوركينا فاسو و جزر القمر وموريتانيا والكونغو الديمقراطية.

كما تعرف المدرسة البرتغالية حضور 3 من مدربيها مع منتخبات مصر وأنغولا ونيجيريا. فيما بلجيكا ستشرف على الطاقم التقني لمنتخبي غامبيا وجنوب أفريقيا، وإيرلندا مع منتخب غانا وهو كريس هوتون، فيما يقود أفرام جرانت منتخب زامبيا والجزائري عادل عمروش الذي يقود منتخب طنزانيا.

هؤلاء المدربين تختلف انتماءاتهم الكروية، وتتباين المرجعيات التقنية التي تكونوا فيها، وأيضا لا تتطابق طرق اللعب والاستراتيجيات التكتيكية التي يعتمدونها من أجل صناعة منتخبات قوية قادرة على المنافسة، لكن المؤكد هو أنهم سيتوحدون في طريقة الإعداد للعب في بطولة مجمعة داخل إفريقيا وسيأخذون بعين الإعتبارات خصوصياتها وإكراهاتها وأيضا مفاجآتها التي لا تخطر على بال.

تاريخيا كانت السِّمَة ” المسلكة ” والغالبة على أشكال اللعب عند جل المنتخبات الإفريقية في هذه الكأس، هي الرجوع إلى الخلف وتحصين الدفاع ووسط الميدان وانتظار الخصم لمحاولة لعب كرات طويلة في ظهره، عن طريق المرتدات السريعة واستغلال المساحات الفارغة للوصول إلى المرمى، وهي الطريقة التي تفوق في تطبيقها المنتخب المصري منذ مشاركاته الأفريقية الأولى إلى اليوم، والتي أصبحت عنده بمثابة هوية كروية ثابثة مكنته من حصد 7 ألقاب أممية وريادة القارة السمراء بهذا الرقم القياسي.

كل المدربين الذين حاولوا لعب كرة هجومية مفتوحة وصنع اللعب في معترك الخصم خلال مباريات بطولة كأس إفريقيا للأمم، تلقوا الصفعات المفاجئة وفشلوا في تحقيق أي إنجاز يذكر وتمت إقالتهم، لأنه من الحماقة بمكان أن تهدر مخزون فريقك البدني منذ بداية المباراة داخل أجواء الحرارة المفرطة والرطوبة العالية، وأنت تحاول صناعة عمليات هجومية بكرات قصيرة، أو تخترق من الوسط دفاعا متكثلا فوق أرضية ملعب شبه معشوشب  و”نتا و زهرك”.

منتخبنا الوطني أظهر براعته في إتقان هذه الطريقة الدفاعية في مونديال قطر، وتفوق بها على منتخبات عالمية تلعب على طريقة الإستحواذ على الكرة واللعب الهجومي.. لكن هل سيلعب بها أيضا في الكوت ديفوار؟ طبعا مستحيل، لأن الأجواء ليست هي الأجواء، والخصوم ليسوا هم الخصوم.. هو رابع العالم و المرشح للعب الأدوار المتقدمة، لذلك فهو المُطالَب الأول بالفوز وبصناعة اللعب عوض الركون إلى الخلف وانتظار الخصم.

لكن المطلوب من وليد الرݣراݣي أن لا يأخذ بهذا المعطى كثيرا، لأنه قد  يسقطه في فخ المنتخبات الإفريقية.. نعم نحن رابعو المونديال والأنظار كلها متجهة إلينا، لكن من الذكاء أيضا اللعب بتحفظ في الكان، ولو أمام منتخبات مغمورة، والبحث عن نقاط الفوز أولا بغض النظر عن “الآدا”، وتدبير مراحل المنافسات بكثير من الحزم والحذر و روح المجموعة.