الكارتي: اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء أهم من موقف ترامب
عد المحلل السياسي زكرياء الكارتي اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، “قراراً ذا وزن سياسي لا يضاهيه موقف أي بلد آخر” بما في ذلك الولايات المتحدة، كون الحكومة الفرنسية الشريك السياسي الأول للمغرب والجزائر، كما أنها المستعمر السابق لكلا البلدين.
وقال الكارتي في تدوينة على حسابه الشخصي بمنصة فايسبوك اليوم، الثلاثاء 30 يوليوز، إن اعتبار فرنسا أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية “تطور ذو أهمية كبرى وانتصار كبير للدبلوماسية المغربية تحت قيادة جلالة الملك”.
واعتبر المتحدث ذاته اعتراف فرنسا أهم من اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معبراً عن عدم توقعه له شخصياً، خصوصاً “في خضم البلوكاج السياسي الذي تعيشه فرنسا منذ أسابيع”، واستدرك قائلاً إن للدبلوماسية قواعدها وقنواتها التي من الصعب التنبؤ بها.
وأضاف عاداً الحدث انتصاراً للمغاربة: “المغرب أثبت اليوم أن صرامته الدبلوماسية كانت خياراً صائباً”.
كما تساءل بشأن ما ستقدمه فرنسا للجزائر من تنازلات بهدف التقليل من غضب فاعل مهم بالنسبة لها في المنطقة، مفترضاً أن تحدث تنازلات على مستوى الذاكرة من قبيل “إحياء ذكرى يوم 17 أكتوبر 1961، وربما بدء مفاوضات مستقبلية بشأن تعويضات فرنسا عن التجارب النووية التي أجريت في الخمسينيات”، على الأراضي الجزائرية.
وأعلنت الجمهورية الفرنسية اعترافها رسميا بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية اليوم، الثلاثاء 30 يوليوز 2024، وذلك في رسالة موجهة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس، حسب بلاغ للديوان الملكي.
وجاء في نص الرسالة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن رسميا للملك محمد السادس أنه “يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”.
وأكد رئيس الجمهورية الفرنسية للملك، في هذه الرسالة، والتي تتزامن مع تخليد الذكرى ال 25 لعيد العرش، “ثبات الموقف الفرنسي حول هذه القضية المرتبطة بالأمن القومي للمملكة”، وأن بلاده “تعتزم التحرك في انسجام مع هذا الموقف على المستويين الوطني والدولي”.
وأضاف المصدر ذاته، أنه تحقيقا لهذه الغاية، شدد الرئيس إيمانويل ماكرون على أنه “بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية. وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت”، مضيفا أن هذا المخطط “يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “.
وبخصوص مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يرى رئيس الدولة الفرنسية أن “توافقا دوليا يتبلور اليوم ويتسع نطاقه أكثر فأكثر”، مؤكدا أن “فرنسا تضطلع بدورها كاملا في جميع الهيئات المعنية”، وخاصة من خلال دعم بلاده لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الشخصي.
وشدد الرئيس ماكرون في رسالته قائلا “حان الوقت للمضي قدما. وأشجع، إذن، جميع الأطراف على الاجتماع من أجل تسوية سياسية، التي هي في المتناول”.