story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

الفيتو الأمريكي يؤثر على مساعي الاعتراف الإسباني بالدولة الفلسطينية

ص ص

تسبب الفيتو الأمريكي الرافض لتمرير مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي والذي يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة، في موجة من الاستياء داخل الأوساط السياسية والحزبية الإسبانية الداعمة للقضية الفلسطينية، وأيضا في صفوف الحركات الشعبية المنددة بالعدوان الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة.

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس الإثنين على هامش مؤتمر وزراء خارجية بلدان الإتحاد الأوربي، إن “الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمر ضروري للغاية إذا أردنا حلا سياسيا للوضع بالشرق الأوسط”.

ودعا ألباريس إلى “وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة وزيادة المساعدات للمدنيين”. وأضاف أن “حل الدولتين يضمن استدامة السلام وتقليل حدة العنف في المنطقة”. مشددًا على “ضرورة وقف دائم لإطلاق النار مع خطر امتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى منطقة رفح”.

وكان رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز قد أنهى جولة خارجية قادته إلى النرويج وأيرلندا والبرتغال وسلوفينيا ومالطا ولوكسمبورغ، بهدف حشد البلدان الأوربية للإعتراف بدولة فلسطين وتأييد حل الدولتين.

وقال سانشيز إن “الجولة كانت إيجابية، ونؤكد التزام إسبانيا بالاعتراف بفلسطين وسنقوم بهذه الخطوة عندما تسمح الظروف بذلك”. وأضاف: “نحن نتحدث مع دول أخرى لاتخاذ هذه الخطوة معا”.

ويرى مراقبون إسبان أن جولة بيدرو سانشيز الأوربية نجحت في إقناع البلدان التي زارها بحل الدولتين في فلسطين، وطلب وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لكنه حسب هذه الآراء فشل في انتزاع موعد محدد من شركائه الأوربيين بالإعتراف بدولة فلسطين.

وقالت كوثر الإدريسي الناشطة السياسية في إقليم كتالونيا والخبيرة في العلاقات العربية الإسبانية في تصريح لـ”صوت المغرب”، إن “تحركات بيدرو سانشيز على المستوى الأوربي أتت بشكل متأخر للغاية ولم تلق التجاوب المطلوب من حكومات البلدان التي زارها بخصوص الإعتراف بدولة فلسطين”.

وأضافت الإدريسي: “لقد كانت فلسطين دولة ذات سيادة قبل وجود إسرائيل، والحكومات التي لا تعترف بها، أو التي تستخدم حق الفيتو ضد هذا الإعتراف، فهي تقف إلى جانب إسرائيل وتشجعها على ارتكاب المزيد من جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني”. وأشارت إلى أن محاولات رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز حشد الإعتراف الأوربي بدولة فلسطين والمطالبة بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة “سيبقى دون معنى ما دام رئيس حكومتنا يستمر في صفقات بيع الأسلحة الإسبانية لإسرائيل التي تستعملها في قتل المدنيين الفلسطينيين وعمليات الإبادة الجماعية ضدهم”.

وكان بيدرو سانشيز قد زار النرويج في أولى محطاته الأوربية، والتي على الرغم من أنها ليست دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، إلا أن دورها السابق في اتفاق أوسلو جعلها مرشحة للعب دور وساطة مقبلة في القضية الفلسطينية.

وقال جار ستور إن بلاده “لديها رؤية مماثلة لإسبانيا وهي مستعدة للاعتراف بفلسطين، على الرغم من أن توقيت القيام بذلك “يعتمد على الظروف”.

وكانت محطة سانشيز التالية هي أيرلندا، حيث التقى برئيس الوزراء سيمون هاريس. وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء السابق، ليو فارادكار، قد أبدى بالفعل استعداده للاعتراف بفلسطين في الوقت المناسب في إعلان تم توقيعه في 22 مارس مع سلوفينيا ومالطا، إلا أن هاريس تولى منصبه قبل أيام من لقائه مع نظيره الإسباني. وبعد أن أكد مجددا التزامه بموقف سلفه، وأنه سيسير “يدا بيد” مع إسبانيا، ورأى أن الوقت مناسب للاعتراف بالدولة الفلسطينية وشجع الدول الأخرى على القيام بذلك.

وكان لقاء بيدرو سانشيز مع رئيس وزراء البرتغال الجديد لويس مونتينيغرو فرصة للأخير ليؤكد أن “البرتغال لن تذهب بعيدا في الموضوع مثل إسبانيا، لأنها تفضل أن يتم ذلك داخل الإتحاد الأوربي”.

كما تجنب رئيس وزراء سلوفينيا روبرت جولوب الحديث عن تاريخ محدد لذلك . وقال في تصريح صحفي: “أعتقد أن ذلك سيتم في أجل معقول وعندما يكون هناك إجماع أكبر بشأن هذا الوضع، يمكننا اتخاذ الخطوات المناسبة”.

وكانت آخر اتصالات سانشيز في إطار هذه الجولة جرت في بروكسل قبل بدء اليوم الثاني لقمة الزعماء الأوروبيين في بروكسل. وهناك التقى بنظيريه من مالطا روبرت أبيلا، ولوكسمبورج لوك فريدن، لكنهما لم يعقدا مؤتمرا صحفيا بعد اللقاءات.

من جانب آخر تظاهر آلاف الأشخاص يوم الأحد في مائة مدينة إسبانية للمطالبة بوقف إطلاق النار في فلسطين ومطالبة الحكومة بقطع جميع أنواع العلاقات مع إسرائيل.

وقد دعت إلى المظاهرات شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين (ريسكوب)، التي طالبت حكومة بيدرو سانشيز بإنهاء تجارة الأسلحة والعلاقات مع إسرائيل، وكذلك إطلاق سراح “أكثر من 7000 شخص محتجزين في فلسطين”. بشكل غير منتظم من قبل حكومة نتنياهو”.

وهذه هي الدعوة الموحدة الرابعة على مستوى الدولة منذ أكتوبر من العام الماضي للمطالبة بوقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقالت كلارا سانت منسقة حركة “بينيديس مع فلسطين” في برشلونة في تصريح لـ”صوت المغرب”، إن الفيتو المعارض لقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة “هو دليل آخر على مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية بنفس القدر عن عمليات الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين”.

وأضافت الناشطة المدنية الإسبانية أن “إسرائيل تستخدم الأسلحة والقنابل والأموال الأمريكية لقتل المدنيين الفلسطينيين لتحقيق مصالح جيوسياسية مشتركة”.