الغش في امتحانات الباكالوريا يسائل نجاعة استراتجية وزارة التعليم في محاربة الظاهرة
منذ الساعات الأولى لانطلاق امتحانات الدورة العادية لنيل شهادة البكالوريا اليوم الإثنين 10 يونيو 2024، تداولت بعض المجموعات الفيسبوكية صورا لامتحانات عدد من المواد الدراسية، خاصة مادة الفيزياء والكيمياء، سُربت من داخل مراكز الامتحانات بمختلف ربوع المملكة.
وبالموازاة مع ذلك، عاينت صحيفة “صوت المغرب” أن ذات المجموعات يتم استغلالها لبيع وشراء بعض الأجهزة والمعدات الالكترونية التي يتم استعمالها في أعمال الغش.
وتطرح هذه الظاهرة “الموسمية” تساؤلات حول مدى نجاعة ووضوح استراتيجية الجهات المسؤولة تحت إشراف الوزارة الوصية عن قطاع التعليم في محاصرة أعمال الغش والتصدي لمروجيه.
في هذا السياق أوضح الخبير التربوي عبد الناصر الناجي في تصريحه لصحيفة “صوت المغرب” أن “الضغط الذي تطبقه وزارة التربية والتعليم الأولي والرياضة على الأكاديميات التعليمية من خلال الزامها بتحقيق نسب نجاح عالية تصل إلى 80٪ هو ما يدفع بطريقة غير مباشرة إلى التساهل بشكل غير واعي مع حالات الغش”.
ودعم المتحدث ذاته طرحه بإشكالية توقف الدراسة هذه السنة لمدة تجاوزت الثلات أشهر وعدم كفاية تدابير الوزارة لاستدراك الزمن الضائع، رغم تكييفها حسب قوله للامتحانات مع هذه الوضعية الإستثنائية، “الشيء الذي يدفع بنسبة كبيرة من الثلاميذ إلى اعتماد الغش كأسهل طريقة لضمان النجاح”.
وقال الناجي في معرض تصريحه “إن محاربة الغش ممكنة إذا ما تم التركيز على مراجعة المناهج، في اتجاه إعطاء قيمة لمهارات التفكير والتحليل والنقد بدل تخزين المعارف”.حسب قوله.
واقترح الناجي في ذات السياق فكرة السماح للمتعلمين باستعمال المراجع العلمية التي يريدون شريطة التغيير الجذري للامتحان، كي يركز على تقييم الكفايات بدل تقييم المعارف.
وفي سياق متصل أشار بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني عن توقيف 66 شخصا على الصعيد الوطني من بينهم أربع سيدات وستة قاصرين خلال الامتحانات الجهوية الموحدة للباكالوريا لهذه السنة، بتهم تتعلق بالغش وتجاوزات أخرى مرتبطة به.
وأوضح ذات المصدر أن عمليات الضبط والتفتيش أسفرت عن حجز عدة آليات إلكترونية تُسخَّر في عملية الغش، وهي عبارة عن 56 هاتفا محمولا، و270 بطاقة اتصال لاسلكية من نوع “Vip” و3280 بطارية لتشغيلها، علاوة على 240 سماعة دقيقة و3 أجهزة كمبيوتر و12 جهازا للربط بالانترنت.
نورة المنور- صحافية متدربة