story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

العقبى لألعاب القوى المغربية

ص ص

نزول خبر إقالة عبد السلام أحيزون من منصب المدير العام لشركة اتصالات المغرب أمس الثلاثاء، لاشك أنه أعقبته تمنيات الكثير من المغاربة بأن يلقى نفس المصير من جامعة ألعاب القوى التي يجثم على أنفاسها منذ 19 سنة، حتى أدخلها لموت إكلينيكي بعدما كانت على مدار عقود من الزمن، تعتبر رياضتنا الدائمة التي نراهن عليها لرفع راية الوطن في المناسبات العالمية.

الأنكى من ذلك أن أحيزون طوال سنوات “اختطافه” لجامعة أم الألعاب، كان يستعمل سلاح الإشهار الذي كانت تمنحه شركته بسخاء للذين ينفخون في الإنجازات الناذرة لبعض العدائين، ويطبلون لاستراتيجيات وهمية لا تتعدى طاولات الإجتماعات التي عقدت من أجلها، ويعاقب كل من سولت له نفسه انتقاد القتل البطيء الذي تتعرض له ألعاب القوى، بإدخاله إلى “اللائحة السوداء” للممنوعين من الحصول على عقود الإشهار من الشركة التي تمتلك فيها الدولة المغربية 22٪ من الأسهم.

بالصدفة كنت قد وجدت قبل أسابيع تصريحا قديما لأحيزون على هامش الجمع العام العادي للجامعة سنة 2019، كان يقول فيه إن جامعته واصلت مهمة إعداد النخب الشابة بمؤسسات التكوين التابعة لها وفق مسلك دراسة ورياضة بكل من المراكز الجهوية الخمسة، والأكاديمية الدولية محمد السادس لألعاب القوى، والمعهد الوطني لألعاب القوى، وأن التكوين انصب على تخصصات المسافات الطويلة والقصيرة والمتوسطة.. كما التزمت الجامعة، بحسبه في ذات التصريح بـ”التصدي لتعاطي المنشطات وجعلت من مكافحتها خيارا استراتيجيا شكل إحدى أولوياتها وفق مقاربة صحية وأخلاقية، وذلك درءً لمخاطرها الصحية وحفاظا على نبل الأخلاق”.

المسؤول الأول عن ألعاب القوى المغربية كان يتحدث عن “استراتيجية” إعداد النخب الشابة بعد مرور 13 سنة على أخذه بزمام هذه الرياضة من يد محمد أوزال الذي سيّرها عبر لجنة مؤقتة بين سنتي 2000و 2006، لكن خلال كل هذه السنوات السيد أحيزون “ما بان ليه والو ما يدير ” للمحافظة على تألق ألعاب القوى وإنجاب الخلف للعدد الكبير من العدائين العالميين الذين كان ينجبهم المغرب في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي في جل المسافات المتوسطة والطويلة.

وإذا أضفنا الخمس سنوات التي مرت على سنة 2019 وألقينا إطلالة سريعة على مجمل السنوات التي قضاها على رأس جامعة ألعاب القوى، وحصيلة وجوده فيها، سنجد أنفسنا أمام حالة غريبة ل”صمود” يقترب من العقدين من الزمن في منصب رغم كل الإخفاقات ورغم العديد من محاولات انتزاعه من فوق كرسي الرئاسة.

كان من الممكن أن نتجاهل وجود عبد السلام أحيزون على رأس جامعة ألعاب القوى كل هذه السنوات، وأن نتغاضى عن تحويلها إلى ما يشبه الممتلكات الخاصة مع حصيلة الأصفار التي أحرزها المغرب في عهده، لو كان الأمر يتعلق بجامعة رياضة مغمورة لا تراكم فيها البلاد تاريخا ولا تتوفر على الإشعاع الكافي وسط الفئات الشعبية مثل العديد من الجامعات الرياضية المغربية التي سجلها رؤساؤها في ملكيتهم إلى الأبد.. ولكن عندما يتعلق الأمر بجامعة رياضة عريقة في المغرب ولها شعبية كانت تنافس كرة القدم في الكثير من الفترات، وأنجبت العشرات من الأبطال العالميين ورفعت راية البلاد كثيرا في المحافل الدولية، وتعجز طيلة 19 سنة عن المحافظة على بريقها وتتوالى الإخفاقات في عهدك ويغيب اسم المغرب عن الكثير من السباقات التي سيطر عليها أبطاله لعقود طويلة، ومع ذلك تبقى لك “الجبهة” للاستمرار في منصبك كل هذه السنوات، فذلك نُعبر عنه نحن المغاربة في قاموسنا الشعبي بكلمة واحدة وهي… “وا باز” !