العبرة ب”الآدا” يا وليد !
الجدل حول لوائح اللاعبين الذين يتم استدعاؤهم للفريق الوطني، يبدو أنه أصبح ظاهرة تتزايد لدى الجمهور الرياضي المغربي ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي خلال الشهور الأخيرة معسكرا بعد الآخر، وأصبح لدينا العديد من الآراء والتوجهات والتحاليل والمواقف المتضاربة حول إسم لاعب معين وأهليته لحمل القميص الوطني، والمقارنة بين اللاعبين الذين يشغلون نفس المركز، حتى أصبح من العسير جدا أن تحدد ميول الجمهور وموقفه من التشكيلة بالتحديد.
وسط هذا الإغراق في الحديث عن الأسماء التي يتم استدعاؤها، أصبح يغيب بشكل شبه كلي السؤال عن طريقة اللعب التي من المفترض أن يكون الفريق الوطني يتمرس عليها، استعدادا للمواجهات القوية أمام المنتخبات الإفريقية الكبيرة خلال كأس إفريقيا للأمم 2025، وإلى أي حد وصل وليد الرݣراݣي في حسن توظيف لاعبيه في الشاكلة المناسبة القادرة على إقناع الجمهور بالنتيجة والأداء.
أصبحنا ننتقد الناخب الوطني فقط على لائحة لاعبيه، وكأنه إذا استدعى اللاعبين الذين نطالب بهم أو نفضلهم في أحد المراكز، واستغنى عن اللاعبين الذين نرى أنهم فاقدين للتنافسية أو الذين نزل مستواهم، ورمى “الحب والعاطفة” التي نتهمه بها جانبا، سيبدأ الفريق الوطني في ابتلاع خصومه الأفارقة وسيفوز باللقب القاري، فقط بسبب وجود لاعبينا المنتمين لأعرق الأندية الأوربية والعالمية.
مشكل الفريق الوطني خلال المباريات الأخيرة ليس في أسماء اللاعبين، بل في طريقة اللعب غير المقنعة أمام منتخبات يصعب العثور عليها في الخريطة الكروية الإفريقية، والتي استطاعت أن تحرجنا في ملعبنا وأمام جمهورنا، رغم أن وليد الرݣراݣي غير من التشكيلة كثيرا، وجرب الأساسيين والإحتياطيين معا، لكن الأداء لم يتحسن، والنهج الهجومي بدا عقيما، ولم نكن نفز إلا بالكرات “الملاوطة” مثلما وقع في مباراة الليسوتو الأخيرة.
المغرب أصبح لديه اليوم تخمة في اللاعبين الدوليين بفضل جاليته في الخارج، حيث أن ما يزيد عن 200 لاعب منتشرين في أوربا والخليج ومصر، وجلهم لديهم المستوى المطلوب ليحملوا القميص الوطني، كأساسيين أو الجلوس على كراسي الإحتياط، ومهمة وليد الرݣراݣي في اختيار اللائحة أصبحت أكثر صعوبة كلما ظهر لاعب مغربي يلعب ويتألق في أعلى المستويات، وصار تفضيل هذا على ذاك في مركز من المراكز يأخذ الكثير من الوقت لتدارس التفاصيل الصغيرة التي تميز لاعبا على آخر يلعب في نفس المركز.
هذا الجدل حول أسماء اللاعبين أراه فقط مضيعة لبطاريات الكلام، لأن هذا العدد الكبير من النجوم المتألقة في أنديتها “اللي جبتيه يقضي الغرض”، شرط وجود منظومة لعب فعالة تستخرج من اللاعبين أفضل ما لديهم من إمكانيات ومهارات، ولا ترغمهم على اللعب ضد طبيعتهم، وكأس إفريقيا أثبتت غير ما مرة أن من يتوفر على لاعبين عاديين جدا، يشكلون مجموعة منسجمة ومتمرسة على طريقة لعب فعالة، هي التي تفوز باللقب، وليس الأسماء الرنانة التي تتصدر عناوين الصحف في أنديتها الأوربية الكبيرة.
وليد الرݣراݣي عليه أن يغير طريقته في التعامل مع الرأي العام بخصوص تشكيلة اللاعبين، بالتوقف عن إعطاء التبريرات تلو الأخرى لاختياراته البشرية والتي تُظهِره متناقضا في الكثير من أجوبته، أرى أن عليه أن يكتفي بقول “هذه هي الأسماء التي تصلح لي والتي اقتنعت بها” وانتهى الأمر .. وليتحمل بعدها مسؤوليته فيما سيقدمه الفريق الوطني من “آدا” ومن مردود عام، ومن نتائج أيضا.