الصليب الأحمر يشرع في تنفيذ زيارات للمغاربة المحتجزين بالجزائر
أكد حسن عماري، رئيس جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، في حديثه لصحيفة “صوت المغرب”، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدأت في تنفيذ زيارات إلى بعض الشباب المغاربة المحتجزين في الجزائر، الذين وقعوا في الاحتجاز نتيجة رغبتهم في الهجرة غير النظامية نحو الضفة الأخرى من المتوسط، وذلك بحسب المعطيات التي قدمتها بعض العائلات التي تلقت اتصالات من اللجنة.
وبحسب عماري، فإن هذه الخطوة جاءت استجابة لطلب تقدمت به الجمعية للجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث أشار أنه تم التواصل مع الصليب الأحمر في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط منذ أكثر من عام، من خلال تبادل المراسلات وتنظيم اجتماعات في باريس ومدريد وكينيا وجنوب إفريقيا. “إذ تم خلال هذه الاجتماعات، تزويد اللجنة بالملفات والمعطيات المتعلقة بالعائلات”.
وفي 18 من نونبر سنة 2023، كانت الجمعية ذاتها قد راسلت لجنة الصليب الأحمر الدولي بشمال إفريقيا بتونس، طالبت من خلالها بالتدخل من أجل حل قضية الشباب المغاربة المرشحين للهجرة المعتقلين والمحتجزين بالجزائر، حيث انتقدت ظروف الاحتجاز غير اللائقة التي يعيشونها وتعرضهم للإهانة والحرمان من التواصل مع عائلاتهم، بالإضافة إلى الظروف الإنسانية المزرية الاخرى التي يعانون منها.
وفي وقت سابق، وجهت “تنسيقية عائلات وأسر الشباب المغاربة المرشحين للهجرة المحتجزين والمفقودين في الجزائر الشقيقة”، بدورها رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، تطالبه فيها بالتدخل العاجل لحل قضية أبنائها المحتجزين في السجون الجزائرية منذ أكثر من سنة ونصف.
وأشارت الرسالة إلى أن “هؤلاء الشباب كانوا قد توجهوا إلى الجزائر بطرق نظامية أو غير نظامية بحثًا عن فرص عمل أو للهجرة نحو أوروبا، لكنهم وقعوا ضحايا لمافيات التهجير والنصب، ليجدوا أنفسهم في السجون الجزائرية بتهم ثقيلة مثل الاتجار بالبشر، تبييض الأموال والهجرة السرية”.
وأضافت أن هؤلاء الشباب “كانوا يعملون بجد في مجالات مختلفة كالصباغة والنجارة والبناء، ويساهمون في الدورة الاقتصادية الجزائرية”.
كما تطرقت العائلات في رسالتها إلى معاناة أبنائها، خاصة أن بعضهم يعاني من أمراض مزمنة كالربو، السكري وأمراض القلب، مشيرة إلى أن “بعضهم مر على احتجازه أكثر من سنة دون محاكمة.
ومن جانب آخر، طالبت العائلات بالإفراج عن المعتقلين وتخفيف الأحكام القاسية عنهم، مؤكدة أن “قرارًا كهذا سيكون بلسماً لجراحهم وأملًا جديدًا لحياتهم”.
ومنذ ديسمبر 2023، انطلقت احتجاجات العشرات من عائلات هؤلاء المغاربة المحتجزين في السجون ومراكز الاعتقال والاحتجاز بالجزائر، وذلك نظرا استمرار اعتقالهم واحتجازهم خاصة الذين وقعوا في الاحتجاز نتيجة رغبتهم في الهجرة غير النظامية نحو الضفة الأخرى من المتوسط.
ورفع المحتجون شعارات تطالب الجزائر بالإفراج عن أبنائهم، وأخرى منددة بسياسة الاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة التي يعتبرونها المسؤولة عن دفع الآلاف من الشبان المغاربة إلى ظلمات الأطلسي وغياهب المتوسط و مخاطر الهجرة عبر مختلف الطرق البحرية والبرية.