الشرقاوي: خلية “الأشقاء الثلاثة” كانت تعتزم استهداف مؤسسات أمنية وأسواق تجارية وأماكن عمومية
أوضح مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية حبوب الشرقاوي، أن الخلية الإرهابية التي تم تفكيكيها بمدينة السوالم الأحد الماضي كانت تعتزم استهداف مقرات مؤسسات أمنية وأسواق تجارية وأماكن عمومية.
وقال حبوب الشرقاوي في ندوة صحافية نظمها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الخميس 30 يناير 2025 بمدينة سلا، إنه تم اكتشاف أن عناصر الخلية الإرهابية، التي باتت تعرف إعلاميا “بخلية الأشقاء الثلاثة” قاموا برسم تصاميم تقريبية للمسالك والمسارات المؤدية إلى بعض تلك الأهداف وممرات الهروب المرتقبة والتي كانوا يستعدون للاسترشاد بها.
وكشف أن عناصر الخلية يتقاسمون معطى أساسي يتعلق بتدني مستواهم التعليمي، موضحا أن ثلاثة منهم مستواهم الدراسي لا يتجاوز السادس ابتدائي؛ في حين أن الرابع منهم وصل مرحلة البكالوريا.
وفي ما يخص أما الحالة الاجتماعية لهؤلاء الأشخاص، أفاد المتحدث بأن اثنين منهم متزوجان ويمارسون نفس المهنة، إذ يزاولون مهنا عرضية؛ في حين أن واحدا منهم انقطع مؤخرا عن العمل”.
وتابع المسؤول الأمني أنه ثبت أن “هذه الخلية تستعمل ما يعرف بتقنيات الإرهاب الفردي، وفقا للمعطيات الاستخباراتية الدقيقة التي تم توفيرها؛ بما مكّن من إحباط مخطط إرهابي خطير، كان في مراحله الأخيرة قبل التنفيذ”، مبرزا أن المتهمين سبق لهم أن وثقوا بيعتهم المزعومة لتنظيم داعش في شريط فيديو”.
واستطرد المتحدث أن الخلية قام أعضاؤها بالانخراط في عملية سرية، كما حددوا رسوما تقريبية للمسارات التي يمكنهم أن ينسلّوا عبرها بعد تنفيذ مخططاتهم” الإرهابية.
ولأجل ذلك، “اتخذ أعضاء الخلية تدابيرهم الاحتياطية؛ بما في ذلك حلق اللحى ومحاولة استخدام المنزل الرئيسي كمختبر لصناعة المتفجرات، ثم التنويع بين محلات العقاقير التي تم الولوج إليها”، لا فتا إلى أن الشقيق الأكبر كان يريد نقل أبنائه إلى منطقة الساحل بعد تنفيذ الاعتداء الإرهابي بالمغرب.
وأضاف حبوب الشرقاوي أن خطورة هذه الخلية لا تكمن فقط في المشاريع التي كانت تعتزم تنفيذها ولا في المستوى المتقدم، “وإنما في تنامي الاستقطاب الأسري” كمنهجية تجديدية في صفوف المستعدين للقيام بهجمات إرهابية؛ “فهذا يعبر عن تصاعد ناشئ يندر بتحديات اجتماعية خطيرة وتشكل جيوب مقاومة للأعراف والتقاليد المغربية”.
وفي غضون ذلك، أكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية وجود ارتباط عضوي لأفراد هذه الخلية بفروع تنظيم داعش بمنطقة الساحل، وخصوصا بأحد قيادات هذا الأخير الذي كان يرسل إليهم محتويات رقمية بغرض دفعهم لتنفيذ عمليات إرهابية”، مبرزا أن المعطيات كشفت كذلك أن “هذه الخلية اعتمدت على تكنولوجيا المعلومات لخدمة المشاريع الإرهابية”.
وخلص المتحدث إلى الحديث عن المحجوزات التي تم ضبطها أثناء تفكيك هذه الخلية الإرهابية والتي تنوعت بين مساحيق وسوائل كيميائية شديدة الانفجار ومسامير وأسلحة بيضاء مختلفة الحجم، وبعض الأدوات التي تستعمل في قياس الكهرباء وفي التلحيم وغيرها.
وكان حبوب الشرقاوي قد أوضح، في تصريح للصحافة، أن هذه العملية، التي قام بها المكتب المركزي للأبحاث القضائية جاءت بناء على معلومات أمنية دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، نفذتها القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ومتخصصون في الرماية عالية الدقة ومروحية تابعة للدرك الملكي قامت بتمشيط من الأعلى، بالإضافة إلى خبراء المتفجرات وكلاب مدربة للشرطة.
وذكر مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، غداة تفكيك هذه الخلية، بأن التفتيشات وإجراءات البحث المنجزة تحت إشراف النيابة العامة مكنت من حجز كميات مهمة من السوائل والمساحيق والمواد المشبوهة والأسلحة البيضاء بالمكان الذي تم التدخل فيه، والتي ستحال على المختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية من أجل إخضاعها للخبرة ومعرفة نتيجتها.
وأشار المسؤول الأمني، الأحد الماضي، إلى أن الأشخاص الأربعة الذين تم إيقافهم، ومن بينهم ثلاثة أشقاء، سيتم وضعهم تحت الحراسة النظرية على خلفية البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة والبحث معهم لمعرفة مدى ارتباطاتهم وعلاقاتهم بأشخاص آخرين ومدى تقاطعات وعلاقات هذه الخلية سواء على الصعيد الوطني أو الخارجي.