السي ابراهيم !
أن تأتي الأقدار والجينات المغربية بلاعب فذ، يصنع أفراح ملك الأندية ريال مدريد، ويقدم مردودا هائلا في مباراة حارقة يتابعها العالم، ويخرج من الملعب تحت تصفيقات الإشادة من آلاف الجماهير التي ملأت الملعب الأسطوري سانتياغو بيرنابيو، فذلك شيء لا يمكن إلا أن يكون مبعث فرح وفخر لجميع المغاربة.
إبراهيم عبد القادر دياز الذي لم تمض سوى أربع وعشرون ساعة على تتويجه كأفضل لاعب في ريال مدريد خلال شهر فبراير المنصرم، جاءت مباراة ثمن نهاية كأس رابطة الأبطال الأوربية ضد الخصم العنيد أتليتيكو مدريد ليؤكد أنه لاعب من طراز ناذر، ونجم قادر على أن يحمل لوحده مسؤولية هجوم فريقه، في ظل تواضع فينيسيوس جينيور وكيليان مبابي اللذان كانا شبه غائبين عن المباراة الصعبة، وشاهدنا كيف زاوج ببراعة بين الهجوم والعودة إلى مساندة الدفاع وبذل سخاء بدني كبير لم يمنعه من مقاومة شراسة دفاع “الروخيبلانكوس” وتسجيل هدف التفوق الذي يزن ذهبا للنادي الملكي في انتظار الإياب الناري بملعب “ميترونابوليتانو”.
جانب آخر مثير للإعجاب في ابراهيم دياز يدل على احترافيته ودماثة خلقه، وثقته في نفسه، ويتعلق بالحيف الذي يلقاه من المدرب كارلو أنشيلوتي في إبقائه باستمرار على كراسي البدلاء، و”نسيانه” في كثير من المرات يقوم بحركات تسخينية حتى الدقائق الأخيرة من المباراة، كل هذا لم يؤثر في إبراهيم ولم يدفعه للقيام برد فعل غير مسؤول، وبقي منضبطا رهن إشارة فريقه ليقدم الإضافة الكبيرة في كل اللحظات التي يتم إقحامه فيها.
كل هذا الإبهار الذي يصنعه إبراهيم في النادي الملكي وسط كوكبة من النجوم، ننتظر كمغاربة أن يكون له انعكاس على مشاركاته مع الفريق الوطني، فالتوفر على نجم كبير بكل هذه المواصفات هي أمنية أي ناخب وطني يبحث عن لاعبين من عيار ثقيل يسهلون مأموريته داخل الملعب، ويحملون الفريق على أكتافهم في اللحظات الصعبة، لكن يبقى العامل الأهم لتحقق ذلك هو أن نوفر لمثل إبراهيم دياز منظومة اللعب التي تستخرج منها أقصى ما يملكون من المهارات والقدرات.
إبراهيم دياز حاز أمس على إشادات كل التقنيين الذين حللوا مباراة ديربي العاصمة الإسبانية، ومن جمهور ريال مدريد المنتشر في كل بقاع العالم، وأملنا أن يتكرر هذا الأمر في مبارياته مع الفريق الوطني أيضا، خصوصا في المواجهات الصعبة التي تنتظر تشكيلة وليد الرݣراݣي مع المنتخبات الإفريقية القوية.