السفير الإسباني الجديد يقدم أوراق اعتماده
بعد أقل من شهر على تسميته، وضع السفير الإسباني الجديد في الرباط، في خطوة تسعى مدريد من خلالها لتجديد دماء بعثتها الدبلوماسية بالمغرب.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج اليوم الجمعة 9فبراير 2024، إن الوزير ناصر بوريطة، استقبل صباح اليوم إنريكي أوخيدا فيلا، الذي قدم نسخا من أوراق اعتماده بصفته سفيرا مفوضا فوق العادة لمملكة إسبانيا لدى الملك محمد السادس.
واختارت وزارة الخارجية الإسبانية، الدبلوماسي إنريكري أوخيدا، ليكون سفيرا جديدا لها في الرباط، خلفا لريكاردو دييز هوخلايتنر، الذي شغل هذا المنصب طويلا، وكان رحيله من منصبه محسوما منذ أشهر لوصوله سن التقاعد للدبلوماسيين في إسبانيا، وقبل تسمية أوخيدا، طلبت مديد رأي الرباط فيه.
وعلى الرغم من تخصصه في العلاقات الإسبانية مع أمريكا اللاتينية، حيث اشتغل سفيرا لمدريد في الشيلي وبوليفيا والسيلفادور، واشتغل سابقا في سفارتي بلاده في كل من غواتيمالا وبوليفيا، إلا أن أوخيدا شغل منصب رئيس لمؤسسة الثقافات الثلاث التي كان قد أسسها المغرب مع حكومة الأندلس سنة 1998 باعتباره منتدى يقوم على تعزيز التسامح والتقارب بين بلدان البحر الأبيض المتوسط.
وتخرج أوخيدا من كلية الحقوق بجامعة إشبيلية، وانضم لوزارة الخارجية منذ ثلاثين سنة، وله ارتباط بحزب العمال الاشتراكي الإسباني.
وعلى الرغم من تجربته الطويلة في العمل الدبلوماسي، إلا أن اختيار أوخيدا خلف مفاجأة كبيرة في أسواط السياسيين الإسبان، بسبب محدودية خبرته في العمل مع المغرب، في الوقت الذي تراهن إسبانيا على تجديد الدماء في سفارتها في الرباط من أجل تنزيل خطة العمل التي تم التوقيع عليها قبل سنة لطي صفحة الخلاف.
ويحظى منصب سفير إسبانيا في الرباط بأهمية بالغة للبلدين. ولأهميته فقد أثار جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية الإسبانية منذ أشهر عندما حسم أمر تغيير السفير، حيث تخوف سياسيون إسبان من أن يختار وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس منح هذا المنصب لشخصية سياسية تفتقر للتجربة الدبلوماسية، بالنظر للتعيينات التي أجراها في عدد من سفارات بلاده مؤخرا.
شخصيات إسبانية أخرى كانت ملفات ترشيحها لهذا المنصب أقوى، مثل السفير الحالي في برلين ريكاردو مارتينيز فاسكير، أو سكرتيرة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية ماريا ليدو لاريدو، أو المدير العام لمنطقة المغرب العربي والبحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنة ألبرتو خوسيه أوسيلاي أوريش، غير ان ألباريس اختار أوخيدا، وينتظر تأشير المغرب على هذا الإسم.
ويتخوف سياسيون إسبان من عدم قدرة السفير الجديد على إدارة علاقة استراتيجية للبلاد من حجم العلاقة مع المغرب، في الوقت الذي كان منصب سفير إسباني في المغرب لا يمنح إلا للدبلوماسيين المحنكين لحساسية المنصب لدى البلدين، ومنهم السفير الإسباني الأخير الذي شارك في غدارة أزمة خانقة مرت منها العلاقات بين البلدين.