السغروشني تؤكد على أهمية الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي لقطاع الصحة
أكدت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، على الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في عملية التحول الرقمي التي يعيشها المغرب وخاصة في القطاع الصحي، مبرزة أن “اعتماد هذه التقنية سيمكن من تكييف خدمات الرعاية الصحية بشكل أكبر مع احتياجات المرضى الفردية بناءً على سجلاتهم الطبية وبياناتهم الجينية”.
وأوضحت السغروشني خلال كلمة لها في افتتاح النسخة الثانية من المنتدى الدولي للصحة الرقمية، اليوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2024 بمدينة الدارالبيضاء، أن الذكاء الاصطناعي يعد أداة قوية لتعزيز الممارسات الطبية، حيث يمنح الفرصة للتشخيصات الطبية لتصبح أسرع وأكثر دقة، مما يتيح اكتشافًا مبكرًا وأكثر موثوقية للأمراض.
وعرضت الوزيرة عددًا من أوجه استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، مبرزة أن نماذج التعلم الآلي يمكنها أن تقوم بتحليل الصور الطبية لاكتشاف الأجسام غير الطبيعية التي لا يمكن للعين البشرية ملاحظتها، مشددة على أن هذه الثورة التكنولوجية تؤثر أيضًا على الرعاية الصحية عبر تكييفها بشكل أكبر مع احتياجات المرضى الفردية بناءً على سجلاتهم الطبية وكذلك بياناتهم الجينية.
في هذا السياق، أكدت السغروشني “أن الوزارة تعمل على استكشاف تطبيقات عملية، مثل استخدام روبوتات المحادثة الذكية لتحسين التفاعل بين المواطنين وخدمات الصحة، والسجلات الطبية المشتركة لتقديم رعاية أكثر كفاءة، ومنصات تفاعل تتيح الاتصال بين الأطباء، والمؤسسات، والمرضى، مما يسهل الوصول السلس إلى المعلومات”.
في المقابل، أكدت المسؤولة الحكومية أن هذه الجهود يرافقها اهتمام خاص بمعايير البيانات، حيث تعد جودة البيانات وحوكمتها وقدرتها على التكامل من الأعمدة الأساسية لضمان فعالية وأمان المشاريع في مجال الصحة الرقمية، مبرزة أن تحقيق هذا التقدم يستلزم وجود منظومة قوية للشركات الناشئة.
وفي غضون ذلك، أوضحت المتحدثة “أن الوزارة تعمل بالفعل على تعزيز هذه البيئة من خلال برامج الدعم، والتمويل، ودعوات للمشاريع المبتكرة، حيث ستلعب الشركات الناشئة المتخصصة في تقنية الصحة دورًا هامًا في تحفيز القطاع،” مذكرة بأن هذا التحول الرقمي يجب أن يكون موجهًا نحو استخدام أخلاقي ومسؤول للبيانات.
وأردفت أنه منذ سنة 2008 تم اقتراح تدابير استراتيجية تشمل دمج الذكاء الاصطناعي في خدمات عامة مبتكرة، وذلك بهدف تقديم حالات استخدام ملموسة لتحسين تجربة المواطنين والشركات، مع التأكد من توفير البنية التحتية اللازمة لهذه العمليات، مبرزة “تميز المغرب بمشاركته في إعداد التوصيات الأخلاقية التي اقترحتها منظمة اليونسكو في عام 2022”.
ويذكر أن السغروشني التي خلفت غيثة مزور في منصبها كوزيرة للانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة إثر التعديل الحكومي الأخير، تُعرف بكونها أحد أبرز الخبراء المغاربة في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، حيث تشغل منصب الرئيسة التنفيذية للمركز الدولي للذكاء الاصطناعي “حركة الذكاء الاصطناعي”، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.