الساخي: هجرة الريفيين بحراً “أكثر أماناً” مقارنة بباقي المغاربة!

سجل الأنتربولوجي منتصر الساخي حدوث هجرة مكثفة لأبناء الريف نحو أوروبا، بعد الحراك الشعبي الذي شهدته المنطقة بين عامي 2016 و2017، مشيراً إلى أن هذه الموجة من الهجرة “يجري تسهيلها من سلطات الضفتين الشمالية الجنوبية”.
وقال الساخي، خلال حلوله ضيفاً عبر برنامج ضفاف فنجان، الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، إن الباب “مفتوح أمام هجرة الريفيين”، موضحا أن المهاجرين من سكان الريف “نادراً ما يغرقون في البحر”، إذ أن حوادث الغرق قليلة جداً في صفوفهم.
وأشار إلى أن هجرتهم تُعدّ أكثر أماناً لأنهم “لا يعتمدون على قوارب الموت، بل يستخدمون قوارب الصيد البحري”، مستفيدين من غياب الضغط الأمني عليهم.
وأفاد الساخي بأن جميع المهاجرين من مدن الريف الذين التقى بهم في أوروبا، خلال دراسة حول الهجرة، كانوا ينتمون إلى حراك الريف الذي شهدته المنطقة أواخر سنة 2016 وبداية سنة 2017.
وشهدت الحسيمة، بين خريف عام 2016 وصيف عام 2017، حركة احتجاجية واسعة، في أعقاب مقتل بائع السمك محسن فكري، امتدت إلى مناطق أخرى في شمال المغرب، وعُرِفت بـ”حراك الريف”.
وبينما كان المتظاهرون في الحراك يرفعون مطالب اجتماعية واقتصادية، ربطته السلطات بخدمة “أجندة انفصالية” والتآمر للمساس بأمن الدولة.
وذكر الباحث والمناضل اليساري منتصر الساخي أنه في مواجهة العنف السياسي وقمع السلطات، وجد شباب الريف في الهجرة خياراً متاحاً.
وأشار إلى أن سهولة الحصول على اللجوء السياسي بالنسبة إليهم في دول الشمال تُسهّل هي الأخرى هجرتهم، “إذ تُعتبر منطقة الريف بؤرة توتر سياسي”.
ويرى المتحدث أن غياب حل سياسي لهذا الواقع يجعل المواطنين في المنطقة يشعرون وكأنهم مطاردون. بحيث أنه “عندما نتحدث عن الريف، فإننا نتحدث عن السجون والمحاكمات”.
ولفت منتصر الساخي إلى أن ظاهرة الهجرة في أعقاب الحراك، حدثت أيضاً بعد أحداث 2011، إذ أن العديد من النخب “غادروا صفوف النضال وابتلعتهم الحدود، خاصة في أوروبا، في ظاهرة اجتماعية لافتة”.
وأوضح أن من بين العوامل التي زادت الضغط على حركة الشارع المغربي، كانت هجرة النخب، “إذ سهّلت الظروف آنذاك مغادرتهم، خاصة من انفتاح الحدود أمام الكفاءات المؤهلة معرفياً، مما أتاح لهم فرصة الهجرة بسهولة”.
وشدد على أن أوروبا بدأت، منذ عام 2005 على الأقل، تبنّي سياسات عمومية واضحة لانتقاء المهاجرين، مما جعل استقطاب النخب جزءاً من استراتيجياتها في إدارة الهجرة، وهو ما لم يستثن قيادات الحراكات الاجتماعية وفقاً للساخي.
لمشاهدة الحوار كاملا، يرجى الضغط على الرابط