story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

الزيمبابوية كوفنتري أول سيدة ترأس اللجنة الأولمبية الدولية

ص ص

في خطوة تاريخية اختيرت كيرستي كوفنتري، وزيرة الرياضة في زيمبابوي، رئيسة جديدة للجنة الأولمبية الدولية في الإنتخابات التي أجريت مساء أمس الخميس 20 مارس 2025 بمنتجع بيلوبونير جنوب غرب اليونان، لتصبح بذلك أول امرأة وأول أفريقية وأصغر شخص يتولى هذا المنصب في تاريخ اللجنة.

وكانت كيرستي كوفنتري قد نافست عددًا من الأسماء البارزة على رئاسة اللجنة، من أبرزها البريطاني سيباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، بالإضافة إلى الإسباني خوان أنطونيو سامارانش الابن، لكن البطلة السابقة في السباحة، ووزيرة الرياضة في زيمبابوي استطاعت أن تحسم نتائج التصويت لصالحها بأغلبية مطلقة، حيث حصلت على 49 صوتًا من أصل 97 صوتًا متاحًا في الجولة الأولى، فيما جاء الإسباني سامارانش في المركز الثاني بحصوله على 28 صوتًا، وحصل سيباستيان كو على 8 أصوات فقط.

وتُعد كيرستي كوفنتري واحدة من أبرز الأبطال الأولمبيين في تاريخ زيمبابوي، حيث فازت بسبع ميداليات أولمبية، منها اثنتان ذهبيتان. وحققت أولمبياد 2004 و2008 إنجازات كبيرة، إذ فازت بالميدالية الذهبية في سباق 200 متر ، إلى جانب عدد من الميداليات الأخرى التي جعلت منها واحدة من أبرز الرياضيين على المستوى العالمي. هذه النجاحات جعلت منها رمزًا رياضيًا ليس فقط في زيمبابوي والقارة الإفريقية.

وعقب انتخابها رئيسة للجنة الأولمبية الدولية، عبرت كوفنتري عن فخرها الكبير بإنجازها قائلة: “الفتاة التي بدأت السباحة في زيمبابوي منذ العديد من السنوات لم تكن لتستطيع أن تحلم بهذا اللحظة”.

حضور بارز في اللجنة

قبل انتخابها كانت كيرستي كوفنتري عضوًا في اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية، حيث لعبت دورًا مهمًا في تطوير العديد من السياسات الرياضية. ونسجت علاقات وثيقة على الصعيد الدولي، وكانت من أقرب المقربين لرئيس اللجنة الأولمبية المنتهية ولايته توماس باخ، الذي حضيت كوفنتري بدعم كبير من طرفه لتكون خليفته على رأس أكبر هيئة رياضية على الصعيد العالمي.

وأثناء حملتها الانتخابية، تعهدت كوفنتري في حملتها الانتخابية لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية بالتركيز على تطوير الرياضة على المستوى العالمي وتعزيز الشفافية في عمل اللجنة. كما أكدت على أهمية دعم الرياضيين، وتحقيق التوازن بين الاحتراف والهواية، والاهتمام بالمساواة بين الجنسين في الرياضة. كما التزمت بتطوير استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز استدامة الألعاب الأولمبية وتعميق ارتباطها بالقضايا البيئية والاجتماعية، بالإضافة إلى تبني التكنولوجيا الحديثة لدعم الرياضيين. كما أكدت عزمها على فرض حظر عام على مشاركة النساء المتحولات جنسيًا في الرياضات الأولمبية النسائية، وهي من أكبر القضايا المثيرة للجدل داخل دواليب اللجنة الأولمبية الدولية.

انتقادات لكوفنتري

على الرغم من كونها واحدة من أبرز الشخصيات الرياضية في زيمبابوي، فإن كيرستي كوفنتري لم تسلم من بعض الانتقادات في بلادها، لا سيما في منصب وزيرة الرياضة الذي تولته في عام 2018 . حيث واجهت انتقادات شديدة بسبب شراكتها مع حكومة الرئيس إمرسون منانغاغوا، الذي يحكم زيمبابوي بقبضة حديدية ويواجه اتهامات واسعة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. وقد تسببت هذه العلاقة السياسية في جدل كبير، خاصة في ظل تدخلات الحكومة في كرة القدم التي أدت إلى توقيف زيمبابوي من المشاركات الدولية من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في عام 2022. كما فرضت الولايات المتحدة في العام الماضي عقوبات على منانغاغوا وكبار المسؤولين بسبب الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.

ملفات معقدة

ستتولى كيرستي كوفنتري منصبها الجديد في وقت حساس للغاية، حيث تواجه اللجنة الأولمبية الدولية تحديات سياسية معقدة، ومن أبرزها ملف إعادة روسيا إلى الألعاب الأولمبية بعد تعليق مشاركتها في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، سيكون على رئيسة اللجنة الأولمبية المنتخبة التعامل مع القضايا السياسية الدولية المستجدة، مثل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وإمكانية تأثير ذلك على الإستعدادات لدورة الألعاب الأولمبية المقررة في لوس أنجليس صيف 2028.

أيضا ستكون كوفنتري مطالبة بالتعامل مع قضايا ملحة أخرى مثل التغير المناخي، وضمان استمرار بقاء الألعاب الأولمبية ذات صلة في عالم يتغير بسرعة. قد تتطلب هذه القضايا تغييرات هيكلية في طريقة تنظيم الألعاب، بما في ذلك التركيز على الاستدامة البيئية وتشجيع استخدام التكنولوجيا الحديثة في الألعاب الرياضية.