story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

الزيات يكشف خطة تفعيل الشركة الرياضية وتعزيز الهيكلة الإدارية للرجاء

ص ص

كشف جواد الزيات، الرئيس الأسبق لنادي الرجاء الرياضي، عن تفاصيل مشروعه الشامل لإعادة هيكلة النادي، مؤكدًا عزمه العودة إلى رئاسة النادي، واستعداده لإحداث قطيعة حقيقية مع نمط التسيير التقليدي، من خلال تفعيل الشركة الرياضية Raja S.A، ورفع رأسمالها إلى 250 مليون درهم.

وأكد الزيات، في حوار مطوّل خص به موقع “Médias24″، أن “الرجاء يعيش حالة من الاضطراب المالي والمؤسساتي، نتيجة غياب حكامة فعالة”، وهو ما يفرض – حسب رأيه – المرور الفعلي إلى مرحلة الشركة.

وأوضح أن هذا الخيار لم يعد نظريًا، بل جرى الإعداد له منذ سنة 2023، من خلال تقييم داخلي وهيكلة متكاملة، أثمرت التوصل إلى اتفاق مع شريك مؤسساتي مستعد لضخ 150 مليون درهم على ثلاث سنوات، مقابل مساهمة الجمعية بـ100 مليون درهم عبارة عن قيمة اللاعبين والعلامة التجارية للنادي.

وشدد الزيات على أن هذا النموذج الجديد سيمكن الرجاء من إدارة محترفة ومستقلة، تضم مديرًا عامًا، مديرًا رياضيًا، ومديرًا ماليًا، بالإضافة إلى مسؤولين ذوي كفاءة عالية، يعملون بدوام كامل، بمنطق الشركات وليس الهواية، مؤكدًا أن “من غير المعقول أن يسير نادٍ بقيمة الرجاء من قبل أشخاص يأتون مساء بعد انتهاء دوامهم الإداري”.

وأوضح أن هذه الهيكلة ستُمكن من تجاوز التدبير اليومي “المرتجل”، وستوفر أرضية صلبة للتخطيط متوسط وطويل المدى، سواء في الجانب التقني أو المالي أو التنظيمي.

وأكد أن المشروع يستند إلى أربع أولويات: أولا، الجانب الرياضي، بضرورة التعاقد فورًا مع مدير رياضي كفء، سيُعلن اسمه مساء 7 يوليوز، مباشرة بعد انتخاب المكتب الجديد؛ فيما تتمثل الأولوية الثانية في إتمام الجوانب القانونية، ومنها توقيع اتفاق المساهمين، واتفاقية الاستثمار، والعلاقة بين الجمعية والشركة.

أما بخصوص الأولوية الثالثة تكمن في ضبط الحسابات وتحديد الديون التي سيتم تحويلها إلى الشركة وتلك التي ستبقى على عاتق الجمعية. فيما تتعلق الأولوية الرابعة بتشكيل فريق إداري كامل بوظائف ومسؤوليات محددة.

وكشف الزيات أن الشركة ستضم عشرة أعضاء في مجلس إدارتها، أربعة منهم سيمثلون الجمعية وستة يمثلون المستثمر، وبالتالي ستكون رئاسة الشركة من حق الطرف الثاني.

كما أكد أن الموارد المالية سيتم توجيهها بدايةً نحو تسوية الملفات القانونية التي تعيق التعاقدات، ثم نحو تعزيز الفريق، وأخيرًا نحو استكمال الهيكلة التنظيمية.

وأكد المرشح لرئاسة الرجاء أن الفريق لا يمكنه مجاراة الأندية الكبرى في القارة بدون استراتيجية واضحة لتكوين اللاعبين، مشددًا على أن التكوين هو “السبيل الوحيد للمنافسة الإفريقية”، معترفًا بأن الرجاء فقد هذه الصفة خلال السنوات الأخيرة، رغم أن النادي كان سابقًا رافدًا أساسيًا للمنتخب الوطني.

وأضاف أن الهدف هو إنتاج لاعبين شباب يمكن إدماجهم في الفريق الأول، وبيعهم بعد ثلاث أو أربع سنوات، ما سيساهم في تقوية الميزانية وتعزيز صورة النادي على المستويين المحلي والقاري.

وذكَّر بالنجاحات السابقة في هذا المجال، ببيع لاعبين مثل بدر بانون وسفيان رحيمي وبن مالانغو، وهي صفقات درت على خزينة النادي نحو 80 مليون درهم في ظرف سنة واحدة.

وأوضح الزيات أن المشروع يعتمد على ثلاثة روافد مالية رئيسية وهي مداخيل المباريات، مبيعات المنتوجات الرسمية، وتسويق اللاعبين.

وأكد أن هذه العوامل، إلى جانب نتائج الفريق، تمثل العمود الفقري لكل مشروع اقتصادي رياضي ناجح، كما اعتبر أن مشروعه يرمي إلى جعل الرجاء أول نادٍ مغربي يصل رقم معاملات يتراوح بين 250 و300 مليون درهم سنويًا، على غرار الأندية الكبرى في شمال إفريقيا.

وفي ما يخص مداخيل النقل التلفزيوني، انتقد الزيات ضعف هذه الموارد، مشيرًا إلى أن الرجاء لم يحصل سوى على 6 ملايين درهم من حقوق البث في موسم 2023-2024، في وقت تحقق فيه الأندية الأوروبية والأفريقية عائدات مضاعفة.

وأعرب عن أمله في أن يعرف هذا المجال إصلاحًا جذريًا، من خلال منظومة تُمكن الأندية التي تحقق نتائج من الاستفادة بشكل أكبر.

ورغم وعيه بأن تفعيل الشركة لا يشكل ضمانة مطلقة، كما أظهر مثال نادي أولمبيك ليون الذي نزل للدرجة الثانية، شدد الزيات على أن القانون المغربي يمنح الجمعية نسبة 34% من الأسهم، ما يُبقي لها قوة رقابية، ويمنع التفريط الكامل في القرار.

وأكد أن هذه النسبة ستُمكن الجمعية من التحقق من جميع القرارات الاستراتيجية، داعيًا المنخرطين إلى انتخاب مكتب كفء يمثل مصالح النادي داخل الشركة.

واعتبر الزيات أن التجربة السابقة التي قاد فيها الرجاء بين 2018 و2020 كانت مليئة بالتحديات والنجاحات، مذكرًا بأنه تسلم النادي في وضع كارثي، بلا حساب بنكي، ولا تنظيم، ولا لاعبين، وبديون فاقت 100 مليون درهم.

وقال إنه نجح مع فريق عمله في بناء فريق تنافسي، أعاد افتتاح مركز التكوين، وحقق ثلاثة ألقاب، منها لقب البطولة ولقبان قاريان، رغم صعوبات الجائحة.

وأضاف أن فترة رئاسته شهدت أيضًا عودة الجماهير إلى المدرجات بقوة، واستعادة النادي لهيبته القارية.

وختم الزيات حديثه بالتأكيد على أن مشروعه الحالي لا يهدف إلى المجد الشخصي، بل إلى خدمة نادي الرجاء، وإعادة الاعتبار له، قائلًا: “ليس هناك ما هو أروع من رؤية 50 ألف متفرج يحتفلون بلقب أفريقي… تلك لحظات تفوق أي صفقة تجارية أو إنجاز مهني. هذا ما يدفعني اليوم للعودة، لخدمة الرجاء، وجمهوره، وبلدي”.