الزفزافي الأب: “فوبيا الريف” تبقي على ابني في السجن

انتقد أحمد الزفزافي، والد المعتقل السياسي ناصر الزفزافي، استمرار اعتقال ابنه لما يقارب تسع سنوات، مشدداً على أنه “لا يوجد دليل واحد يبرر اعتقاله”. وقال: “أتحدى أي شخص داخل هذه الدولة أن يقدم دليلاً واحداً على تهمة حقيقية ضده.”

وعبر الزفزافي الأب، في بث ماشر عبر صفحته على فايسبوك، عن استيائه من عدم الاستجابة للمطالب المستمرة بالإفراج عن المعتقلين، قائلاً: “احتفظوا بهم، لكن تذكروا: مهما استقويتم، فهناك من هو أقوى. مهما تعاليتم، فهناك من هو أعلى. ولم يبق لنا إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى الله أن يرينا فيكم عجائبه”.

واتهم الأغلبية الحكومية، التي كانت تتشكل في 2017 من حزب العدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية، وحزب الاتحاد الدستور، بأنها “كانت وراء اعتقال نشطاء حراك الريف”.

وقال إنها “سقطت في المحظور وسوء التدبير”، من خلال موقفها من حراك الريف. وشبّه الموقف بـ”وعد بلفور”، معتبراً أنهما “وجهان لعملة واحدة”. وتابع موجهاً كلامه للأحزاب المعنية “سقطتم من أعيننا، ولم يعد لكم أي مصداقية”.

وانتقد بشدة المؤسسات التنفيذية والتشريعية والدستورية في الدولة بسبب تعاملها مع ملف المعتقلين، متسائلاً “أين المجلس الوطني لحقوق الإنسان من اعتقال ناصر وتعذيبه؟”، مضيفاً أن الحكومة الحالية أيضاً “غائبة”، في حين أن البرلمان “لا قيمة له في المغرب”.

وتوجه الزفزافي بانتقاده إلى الحكومة السابقة التي قادها حزب العدالة والتنمية، قائلاً إنها “أنهكت بدورها الشعب المغربي”. وأضاف: “عبد الإله ابن كيران كان مناضلاً قبل أن يدخل الحكومة، وأنا أشهد له بذلك.”

كما أشار إلى أن عبد اللطيف وهبي وزير العدل الحالي، هو الآخر، “غير مبادئه ومواقف بمجرد أن تولى منصبه الوزارة”، مذكراً بمشاركة له في جلسة من جلسات محاكمة معتقلي حراك الريف بالدار البيضاء، حين “قدم مرافعة وهو محام قلبت كل شيء”؛ وفقاً للمتحدث.

هذا وعدد الزفزافي الأب الأسباب التي جعلت السلطات تُبقي على ناصر ورفاقه في السجن، مشيراً إلى وجود “خوف كبير من ناصر الزفزافي”، بالإضافة إلى حقيقة أن المعتقلين ينتمون إلى “منطقة يحكمها الظهير العسكري منذ 1958، وهي منطقة مغضوب عليها من قبل المركز”، بحسب تعبيره. وقال: “هؤلاء يعانون من فوبيا الريف”.

وتابع قائلاً “قضية الريف ليست ظرفية، هي ضاربة جذورها في عمق التاريخ”، مشيراً إلى أن “إقليم الحسيمة مظلوم”. وقال “ارحموا هذا الإقليم، كفى ظلماً”.