الزراعات الإسرائيلية بالمغرب تثير اشمئزاز الفلاحين المغاربة
أفاد الاتحاد العام للفلاحين بالمغرب أن المشاريع الإسرائيلية على الأراضي المغربية تثير أحاسيسا من الاشمئزاز وعدم الرضى لدى الفلاحين المغاربة، وذلك بالنظر لما تتسبب فيه هذه الزراعات وخاصة زراعة الأفوكادو من استنزاف للثروات المائية الحيوية من جهة، ثم “السمعة المشبوهة” لدولة إسرائيل على المستوى العالمي من جهة أخرى.
وعبر رحو بدوز عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للفلاحين بالمغرب عن رفضه القاطع لأي شكل من أشكال التعامل الاستثماري مع إسرائيل، خاصة في المجال الزراعي المتعلق أساسا بإنتاج الشركات الإسرائيلية لفاكهة الأفوكادو على الأراضي المغربية، في ظل استمرار الجفاف للعام السادس على التوالي لدرجة تهدد بالوصول لمستوى العطش.
إسرائيل تثير اشمئزازنا
وأوضح بدوز لـ”صوت المغرب” أن الفلاحين المغاربة يشعرون بالاشمئزاز تجاه المعاملات التجارية مع إسرائيل، خاصة وأنها دولة تلقى في الوقت الحالي إدانات على المستوى الأممي والقضائي الدولي كمحكمة العدل الدولية التي تتهمها بالإبادة الجماعية في حق الفسطينيين على الأراضي الفلسطينية”
وعبر المتحدث عن استيائه من “سياسة الحكومة المغربية الحالية في السماح بتوغل الاستثمارات الإسرائيلية في المجال الزراعي خاصة زراعة الافوكادو المستنزفة للفرشة المائية، فضلا عن فشلها في تدبير ملف أزمة الجفاف، والذي يعرض تواليا على المجالس الوزارية منذ ست سنوات”.
وقال بدوز “لا نقبل التعامل مع الإسرائيليين بشكل محدد لأن العالم بأسره متحفظ حول ممارساتهم الضاربة في مجال حقوق الإنسان، وفي الوقت الراهن هذا التحفظ من محكمة العدل الدولية ومن عدد من المؤسسات الأممية يثير شكوكنا”
الأولوية لإسرائيل
وأفاد المتحدث ل”صوت المغرب” أن هنالك ازدواجية للمعايير وراء توزيع الاستثمارات الزراعية قائلا “لا نرضى أن يمنع الفلاح الصغير والمتوسط من استغلال المياه المغربية والتي هي جزء من وطنه الأم لتعزيز نشاطه الزراعي، في حين يتم السماح لفئة أخرى باستهلاك الفرشة المائية التي قد تدخل في احتياطي المغرب من الماء”
وكشف المتحدث أن المساحات المزروعة من الأفوكادو تتعدى مئات الهكتارات، قائلا: “نمر يوميا على مئات من الهكتارات خصصت في مجموعها لزراعة الأفوكادو خاصة في الغرب” داعيا في نفس الوقت إلى الحد من جميع الاشكال الزراعية المهددة للفرشة المائية والتي ليست في صالح المغرب”
وتعد مجموعة “مهادرين” الإسرائيلية أكبر منتج ومصدر للحمضيات في إسرائيل، وتستثمر في زراعة فاكهة الأفوكادو بالمغرب منذ 2021، بأكثر من 80 مليون درهم ما يعادل 8.9 مليون دولار، بشراكة مع شركة مغربية، لإنتاج الأفوكادو.
الفلاحون يسائلون الحكومة
وساءل رحو في تصريحه المسؤولين على القطاع حول جدوى الاستثمار الإسرائيلي في الأفوكادو على الأراضي المغربية معتبرا إياه “مشروع فاكهة تستنزف المياه في ظل شح الموارد المائية بالبلاد”.
وشجب ذات المتحدث الاستمرار في مسلسل رفع نسب الصادرات من الخضر والفواكه وخاصة منها تلك التي تستنزف المياه الجوفية، “وهو ما من شأنه أن يهدد مستقبل الماء الصالح للشرب والأمن الغذائي بالمغرب الذي أصبح على المحك”.
ودعا عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للفلاحين بالمغرب، إلى ضرورة إعادة النظر في طرق استغلال الماء من خلال عقلنة استعماله، مراعاة للأجيال القادمة المهددة بالاجهاد المائي والجفاف المتوالي وما يترتب عنه من تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية.