“الزحف الجماعي”.. إسبانيا تبرئ المغرب من مسؤولية دخول المئات من مواطنيه لسبتة المحتلة
أعادت موجة “الزحف الجماعي” لمئات الشباب المغاربة نحو سبتة المحتلة إلى الاذهان ما عاشه محيط المدينة قبل أربع سنوات، في ماي 2021، حينما حاول ما يقارب الثمانية آلاف مغربي دخول الثغر المحتل دفعة واحدة، برا وبحرا، بالتزامن مع أزمة سياسية حادة كانت تعصف بالعلاقات الإسبانية المغرب.
وفي ظل صمت مغربي رسمي مطبق، خرجت الحكومة الإسبانية اليوم الثلاثاء 27 غشت 2024 للتعيق على الأحداث التي تعيشها سبتة المحتلة ومحيطها، مبرئة المغرب من تهمة “التواطؤ”.
ونقلت وكالة “أوروبا بريس” عن مصادر حكومية إسبانية اليوم، قولها إنها لا تعتقد أن الوصول الجماعي للمهاجرين الذين يسبحون في الأيام الأخيرة إلى سبتة يتم بتشجيع من المغرب، مذكرة بالتعاون الجيد في مجال مكافحة الهجرة والمناخ مع المغرب، في ظل علاقات ثنائية تقول إنها ممتازة، منذ إعلان إسبانيا عن دعما لموقف المغرب في قضية الصحراء في مارس 2022.
نفس الموقف، عبر عنه خوان فيفاس، رئيس سبتة املحتلة، والتي فيفاس بالتعاون المغربي “في مراقبة الحدود”، لكنه أشار إلى الحاجة إلى اعتماد “وجهة نظر دبلوماسية بتدابير أخرى لتجنب هذا الوضع”.
وعلى الرغم من ذلك، يتحدث فيفاس عن الازمة التي باتت مدينته تعيشها بفعل هذه الموجة، وقال إنها استنفذت ميزانيتها السنوية المخصصة لرعاية القاصرين، بسبب الزيادات الأخيرة في أعدادهم.
من جانبها، قدمت مندوب الحكومة في سبتة المحتلة كريستينا بيريز تفاصيل ضافية على ما تعيشه المدينة، وقالت إنها تشهد حالة ضغط شديد، حيث يحاول 500 شخص في المتوسط دخولها بشكل يومي، مشيرة إلى أنه خلال يوم الأحد الماضي لوحده، حاول 1500 شخص الدخول للمدينة.
وعن التعاون مع المغرب، تقول إن متوسط من تعيدهم سبتة المحتلة للمغرب يوميا يتراوح بين 150 و 200 شخص، وذلك بموجب الاتفاق الذي يسمح للسلطات الإسبانية بإعادة الرجال المغاربة الذين يصلون بشكل غير نظامي إلى سبتة المحتلة، فيما يتم الستقبال القاصرين في مراكز خاصة بهم.
وتأتي هذه الأرقام، بعدما استنفرت موجة هجرة قوية أخذت المئات من القاصرين والشباب المغاربة سلطات مدن الشمال، منهم والي الجهة الذي حل بمدينة الفنيدق صباح الإثنين 26 غشت 2024، للوقوف عند تفاصيل ما يحدث في المدينة.
وانتشرت مقاطع فيديو توثق لحالة “الهروب الجماعي” من الفنيدق نحو سبتة المحتلة، كما عاشت مدينة الفنيدق على وقع الأزمة، بعد تجمهر عائلات الموقوفين، من المهاجرين الذين أوقفتهم السلطات المغربية في عرض المتوسط، في طريقهم نحو سبتة المحتلة.
من جانبه، نقل مرصد الشمال لحقوق الإنسان اليوم تفاصيل من رحلة “الهروب الكبير”، وقال إن محاولات هجرة القاصرين غير مصحوبين نحو شواطئ سبتة المحتلة انطلاق من شواطئ الفنيدق ارتفاعت، وهي رحلة بمعدل سباحة يصل إلى أزيد من 10 كلمترات، تستغرق ما بين 10 إلى 15 ساعات بين المقطع البحري الفنيدق – سبتة، أو بليونش- سبتة الذي يستغرق ساعتين كمعدل ويعرف تيارات بحرية، وتزداد خطورة، هذا المقطع، بسبب الصخور الذي توجد على شواطئه.