story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

الرݣراݣي بين التطبيل و”مالك مزغب” !

ص ص

المباراة الثانية ضد منتخب إفريقيا الوسطى أمس الثلاثاء، كانت نسخة شبه مطابقة للمباراة الأولى التي جرت يوم السبت الماضي، من حيث النتيجة العريضة، ومن حيث اعتماد وليد الرݣراݣي على نفس التشكيلة باستثناء النصيري الذي عوض الكعبي، وأيضا على مستوى شاكلة اللعب التي خاضت بها العناصر الوطنية المباراة، والسيطرة المطلقة على كل المستويات، المهم أن الفريق الوطني استفاد من درس مباراة الليسوتو المحرجة، وعرف كيف يحسم الأمور بشكل مبكر، بعدما اختار الناخب الوطني عدم إحداث أي تغيير على التشكيلة، وهذا ما ساعد على مزيد من إتقان شاكلة اللعب، وتجاوز خطأ خفض الإيقاع في الشوط الثاني.

لكن سيكون من غير المنطقي أن نقول أن أمور المنتخب الوطني كلها بخير بعد هذين الإنتصارين العريضين، وأنه صارت لدينا مجموعة قوية بإمكانها الفوز على كل الخصوم الأفارقة الأقوياء، أو على النقيض من ذلك نأتي ونقول ألا شيء تحقق بعد كأس إفريقيا بالكوت ديفوار، ونبدأ في توزيع الأحكام المجحفة حول ما يتم الإشتغال عليه حاليا في الفريق الوطني.

الأمر أصبح يحتم علينا أن نخرج من هذه المعادلة الغريبة التي أصبحنا نعيشها إزاء الفريق الوطني، والتي صنعت لدينا اتجاهين متناقضين، الإتجاه الأول يطبل ويمدح ويشيد بوليد الرݣراݣي وقراراته، والإتجاه الثاني يهاجم ويبخس وينتقص من قدرته على قيادة المنتخب الوطني ويدعو إلى رحيله فورا، بما يعني أنه إذا لم تكن مطبلا لكل ما يقوم به الناخب الوطني، فأنت بالضرورة تراه بدون كفاءة وتدعو إلى تغييره !!

المرحلة القادمة أرى أنه يجب علينا كجمهور وكإعلاميين رياضيين وتقنيين، أن نتعامل من منطلق أن وليد الرݣراݣي هو الناخب الوطني الذي سيقود منتخبنا خلال “الكان” المقبل، ويبدو أنه من العبث المطالبة بتغييره الآن أو الإفتاء “بشي بلان” آخر.. والتعامل بمنطقي التطبيل والتهجم سيضر معا بالفريق الوطني في جميع الأحوال.

المطلوب الآن أن نسند وليد الرݣراݣي بالدعم والموضوعية في التحليل، وإقصاء الإنتماءات للأندية، والإشارة إلى مكامن الضعف بكل تجرد ومسؤولية، وتجنب ممارسة الضغوط المجانية، وأن نصف الأبيض أبيضا، والأسود كذلك،.

المنتخب الوطني وطاقمه التقني لاشك أن معسكر شهر أكتوبر والمبارتين اللتان خاضهما، تركت لديه الكثير من الخلاصات الثمينة، رغم ما يمكن أن يقال عن تواضع الخصم، وعدم قدرته على خلق متاعب حقيقية للعناصر الوطنية.. المهم أنه تم تسجيل تحسن متواصل في التعود على اللعب الهجومي وامتلاك الكرة، وتطبيق آليات جديدة لبناء العمليات، حيث شاهدنا فريقا وطنيا يصل إلى مربع الخصم بكثافة عددية مدروسة، وأصبحت لديه فعالية أكبر في تسجيل الأهداف أكثر من أي وقت مضى، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير.

بالمقابل على وليد الرݣراݣي أن يشتغل كثيرا رفقة طاقمه على حل مشكل متوسط الدفاع في شقه الأيمن، ولو اقتضى الأمر تغيير طريقة اللعب بأربع مدافعين إلى ثلاثة، وأن يحسم فيمن سيشغل مركز الظهير الأيسر رسميا، وأن يتوقف عن مسلسل تجريب عناصر جديدة لأن ذلك سيكون على حساب انسجام المجموعة، وأن يغير منهجية “الحب والعاطفة” ومحاولة رفع معنويات لاعبين يعانون من الإقصاء في أنديتهم لمدة طويلة، بمواصلة ضمهم إلى معسكرات الفريق الوطني وإقصاء آخرين متألقين مع فرقهم ويلعبون بشكل أساسي.

المصلحة الحقيقية للفريق الوطني تقتضي أن نتعامل مع وجود وليد الرݣراݣي باعتباره ليس مدربا متكاملا حتى لا ننتقده، وأنه ليس سيئا وضعيفا إلى درجة أن نواجهه بمنطق “مالك مزغب” في كل شيء يقوم به.