الركراكي يُغير والجماهير تحذر.. متى يستقر مستوى الأداء العام للأسود؟

بعد الأداء المقلق الذي ظهر به المنتخب الوطني المغربي في مباراته الأخيرة أمام النيجر برسم تصفيات كأس العالم 2026، أثيرت العديد من التساؤلات حول المستوى العام للمنتخب والاستقرار على تشكيلة قارة، في ظل استمرار المشاكل التي تثير الشكوك خاصة على مستوى خطي الدفاع والوسط.
ورغم فوز العناصر الوطنية على النيجر بنتيجة 2-1، الجمعة 21 مارس 2025، إلا أن الأداء العام للأسود لم يبعث على الاطمئنان، ما أثار قلق الجماهير والإعلام الرياضي المغربي.
وفي ظل هذا الوضع، يواصل الطاقم الفني بقيادة الناخب الوطني، وليد الركراكي، البحث عن التشكيلة المثالية قبل الاستحقاقات المقبلة، أبرزها كأس أمم أفريقيا 2025 التي ستُقام في المغرب.
وفي هذا السياق، يرى الصحافي والمحلل الرياضي هشام رمرم، أن حالة عدم الاطمئنان السائدة تعود بالأساس إلى الاهتمام الكبير بكأس أمم أفريقيا 2025، إذ بات الجمهور المغربي ينظر إلى المنتخب الحالي من زاوية مدى قدرته على التتويج باللقب القاري.
وقال رمرم إن “الجميع يربط تقييم المنتخب بالمنافسة على كأس أفريقيا 2025، وليس فقط بأدائه في التصفيات. هذا طبيعي، لأن الهدف القريب هو البطولة القارية التي لم يفز بها المغرب منذ 1976”
وأشار المتحدث في حديثه مع صحيفة “صوت المغرب” إلى أن هذا القلق مشروع بالنظر لقرب انطلاق البطولة القارية، إذ لم يتبقَّ سوى نحو ثمانية أو تسعة أشهر، “ما يجعل التقييم الحالي للمنتخب مرتبطًا بهذا الهدف الكبير، وليس فقط بمشواره في تصفيات كأس العالم”.
وتطرّق المحلل الرياضي أيضًا إلى التأثير الذي تركته مباراة النيجر الأخيرة، معتبرًا أنها أعادت بعض الشكوك رغم الانتصارات الكبيرة في المباراتين السابقتين، وقال في هذا الصدد: “بعد النتائج الكبيرة، اعتقد الجميع أننا وجدنا التشكيلة المناسبة وأسلوب اللعب المثالي، لكن التغييرات التي طرأت على التشكيلة مجددًا أثارت التساؤلات. هذا يعني أن المدرب لم يحسم بعد في تشكيلته بنسبة مئة بالمئة”.
وأشار المحلل إلى أن المشكلة لا تتعلق فقط بالمدرب، بل تمتد إلى اللاعبين أنفسهم، موضحًا أن المنتخب يعاني من عدم وجود قائمة ثابتة من اللاعبين الذين يحافظون على مستوى مستقر.
وأوضح أن “ما يميز اللاعب المحترف هو ثبات مستواه، لكن في كل تجمع للمنتخب، نجد دائمًا ثلاثة لاعبين أو أكثر يعانون من تذبذب في أدائهم. هذا الأمر يخلق مشكلة للمدرب، لأنه قد يراهن على لاعب في وقت معين، لكنه يفاجَأ بتراجع مستواه في فترة أخرى”.
وشدد رمرم على أن هذا التذبذب يؤدي إلى الدخول في دوامة الشك، إذ يتم الاعتماد على بعض اللاعبين، لكنهم لا يقدمون الأداء المطلوب، ما يفرض تغييرات جديدة، ويؤثر على استقرار المنتخب.
ورغم هذه الملاحظات، أقر رمرم بأن المسؤولية ليست مقتصرة فقط على المدرب، بل هي مسؤولية مشتركة بين المدرب واللاعبين، “فبينما يتحمل الركراكي المسؤولية عن اختياراته، يجب على اللاعبين أن يكونوا أكثر حرصًا في تقديم مستويات ثابتة من مباراة إلى أخرى، حيث يعد هذا التعاون بين المدرب واللاعبين هو السبيل الوحيد لتجاوز هذه الفترة من الشكوك والقلق، وضمان تقديم أداء قوي في كأس أمم أفريقيا المقبلة”.
وخلص رمرم إلى أن حالة القلق الحالية تعتبر طبيعية في ظل أهمية كأس أمم أفريقيا 2025، وأن المنتخب المغربي مطالب بالتحلي بالثبات والاستقرار إذا أراد المنافسة على اللقب القاري، الذي يعد الهدف الأبرز في المرحلة المقبلة.
وكانت العناصر الوطنية قد أجرت، مساء الأحد 23 مارس 2025، حصة تدريبية بالمركز الفيدرالي بالسعيدية استعدادًا للمباراة التي ستجمعه، الثلاثاء 25 مارس الجاري، بالمنتخب التنزاني، لحساب التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026.
وركز وليد الركراكي، مدرب المنتخب، خلال هذه الحصة التي امتدت لحوالي ساعة و20 دقيقة، على الجوانب التقنية والتكتيكية، في محاولة لوضع اللمسات الأخيرة قبل المواجهة المرتقبة، التي ستشهد غياب الظهير الأيمن أشرف حكيمي بسبب الإيقاف بعد حصوله على إنذارين.
جدير بالذكر أن المباراة ستقام بالمركب الشرفي بمدينة وجدة، انطلاقًا من الساعة التاسعة والنصف مساء.