الخارجية الفرنسية: المغرب وفرنسا تجمعهما “شراكة فريدة”
أكد نائب المتحدث باسم وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، اليوم الخميس 04أبريل 2024، أن المغرب وفرنسا تجمعهما “شراكة فريدة” قائمة على “رابط استثنائي”، تجددها أجندة سياسية.
وأوضح نائب المتحدث، خلال لقائه الصحفي الأسبوعي، أن “الزيارة الأولى لوزير أوروبا والشؤون الخارجية، ستيفان سيجورنيه، ستشكل نقطة انطلاق لزيارات أخرى.
وتندرج زيارة فرانك ريستر (الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية والجاذبية والفرونكوفونية والفرنسيين بالخارج)، في إطار هذه السلسلة من الزيارات لإحياء الشراكة الفريدة التي تجمع بين فرنسا والمغرب، القائمة على رابط استثنائي بين بلدينا، والتي تتجدد بأجندة سياسية تتيح لنا اليوم استشراف الثلاثين سنة القادمة مع خارطة طريق طموحة”.
وأشار إلى أن “زيارة فرانك ريستر، اليوم إلى المغرب، تساهم بشكل كامل في هذا المنطق وهذه الحركية، باعتباره مسؤولا عن الجاذبية والتجارة الخارجية”.
وخلص نائب المتحدث إلى القول إن هذه الزيارة “تندرج بشكل كامل في إطار خارطة الطريق التي وضعها ولهذا السبب يزور المغرب. هذا لا يستبعد بأي حال من الأحوال إمكانية القيام بزيارات وزارية أخرى مستقبلا في إطار هذه الشراكة الاستراتيجية المتجددة”.
وفي السياق، حل اليوم الخميس 04 أبريل 2024 بالرباط، الوزير الفرنسي المكلف بالتجارة الخارجية والجاذبية والفرنكوفونية والفرنسيين بالخارج، فرانك ريستر، في زيارة عمل يقوم بها للمغرب التقى خلالها كل من رياض مزور وزير الصناعة والتجارة ومحسن الجزولي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية.
وهمت هذه الزيارة تعزيز الروابط الاقتصادية بين المغرب وفرنسا، ومناقشة تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الطيران والسكك الحديدية والطاقة.
وقال الوزير الفرنسي في منشور له على حسابه الخاص بموقع “إكس” أرفقها بصور له مع محسن الجزولي، ” مع حسن الجزولي وزير الاستثمار، نشارك رغبتنا معا في تعزيز الروابط الاقتصادية بين بلدينا”، موضحا بالقول، “فرنسا هي المستثمر الأول في المغرب، والمغرب هو المستثمر الإفريقي الأول في فرنسا”.
وأضاف، “فلنحافظ على هذه العلاقة المميزة”.
وفضلا عن ذلك، نشر المسؤول الفرنسي صورا له مع وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، وعلق عليها بالقول، “المغرب هو الشريك التجاري الأول لفرنسا في أفريقيا”.
وأورد الوزير الفرنسي في ذات المنشور، ” لقاء مع نظيري رياض مزور، لمواصلة تعزيز تعاوننا في مجالات الطيران والسكك الحديدية والطاقة”.
وتعد هذه هي الزيارة هي الثانية من نوعها التي يقوم بها وزير من حكومة غابريال أتال الجديدة إلى المملكة بعد زيارة وزير الشؤون الخارجية ستيفان سيجورنيه آواخر شهر فبراير الماضي، والتي فتحت انفراجا جديدا في العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس بعد أزمة دبلوماسية حادة استمرت لأزيد من سنتين.
وفي السياق، ينتظر أيضا أن يقوم جيرالد دارمانان، وزير الداخلية الفرنسي، رفقة وزيرة الثقافة رشيدة داتي، في منتصف أبريل الجاري، بزيارة للمغرب.
وبعد هاتين الزيارتين، سيزور وزير الفلاحة الفرنسي، مارك فيسنو، هو الآخر، المغرب لحضور المعرض الفلاحي الذي سيقام ما بين 22 و28 أبريل الجاري في مدينة مكناس، كما سيشارك وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير، إلى جانب مختلف المديرين ورجال الأعمال من كلا البلدين، في منتدى الاستثمار المغربي الفرنسي يومي 26 و28 أبريل2024.
وبدأت دينامية الزيارات للمسؤولين الفرنسيين إلى المغرب، مع الحكومة الفرنسية الجديدة، وتعيين ستيفان سيجورنيه وزيرا للخارجية، حيث كان أول تصريح صحافي لهذا الأخير، بعيد تعيينه، يحمل إشارة ود للمغرب ودعوة لتجاوز الأزمة، قبل أن يختار سيجورنيه أن تكون أول وجهة غير أوروبية له هي المغرب، في فبراير الماضي، حيث التقى نظيره ناصر بوريطة في الرباط.
وعلى الرغم من التقارب الكبير الذي تظهر بشكل جلي تمثلاته، إلا أن المغرب ينتظر تقدما في الموقف الفرنسي من قضية الصحراء المغربية، يتجاوز الموقف الكلاسيكي التاريخي المبني على دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي، نحو دعم للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.
وكانت زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إلى الرباط، في فبراير الماضي، تتويجا لعدة مؤشرات في مسار الانفراج الدبلوماسي والسياسي بين البلدين، بدأت في أكتوبر الماضي بتعيين المغرب سفيرة له في باريس، مقابل تسلم أوراق اعتماد السفير الفرنسي في الرباط بعد سنة من تعيينه.
علاوة على زيارة مسؤول أمني فرنسي للرباط في دجنبر الماضي، حيث عقد جلستي عمل مع نظرائه المغاربة حول التعاون الأمني والاستخباراتي.
وفي منتصف فبراير المنصرم، كشف السفير الفرنسي بالرباط عن حوار قائم من أجل إعادة بناء الثقة بينهما، مؤكدا أنه سيكون من “الوهم وعدم الاحترام” الاعتقاد بإمكانية بناء مستقبل مشترك بين البلدين دون موقف واضح لفرنسا من مغربية الصحراء، وصولا إلى الحدث الأهم والأكثر حميمية المتمثل في استقبال الأميرات للا مريم، وللا أسماء، وللا حسناء، في باريس يوم 19 فبراير 2024، من لدن زوجة الرئيس الفرنسي، بريجيت ماكرون، حيث جرت على هامشها مكالمة هاتفية بين الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي، لتفتح الطريق أمام زيارة سيجورني الذي أعلن طي الأزمة، والشروع في بناء أجندة جديدة للعلاقات بين البلدين.