الخارجية الاسبانية تتفاعل مع جدل مغربية سبتة ومليلية
عادت قضية سبتة ومليلية السليبتين، لتكون موضوع نقاش سياسي في إسبانيا، في ظل تفاعل حذر من حكومة مدريد.
ودخلت وزارة الخارجية الإسبانية على خط الجدل حول ضم سبتة ومليلية لخريطة المغرب من قبل سفارته في مدريد، وقالت “إن حدود إسبانيا المعترف بها دوليا، بما في ذلك سبتة ومليلية، ليست موضع شك”.
وأضافت مصادر دبلوماسية إسبانية، اشترطت عدم الكشف عن هويتها، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، “إن إسبانيّة سبتة ومليلية أيضا، كما أكدت الحكومة دائما، هي مسألة غير قابلة للنقاش”.
وتجنبت الخارجية الاسبانية الإعلان عما إذا كانت قد قدمت احتجاجا رسميا إلى السلطات المغربية، وهو المطلب الذي رفعه رئيس مليلية المحتلة، خوان خوسيه إمبرودا، في وقت أكد رئيس مدينة سبتة المحتلة، خوان فيفاس، المنتمي للحزب الشعبي، في بيان له، عن “دعمه للإجراءات الرامية إلى ضمان احترام سيادة إسبانيا ووحدة أراضيها”.
وزارة الخارجية الإسبانية، التي تفاعلت اليوم بحذر مع الموضوع، كانت قد وجهت، نهاية شهر ماي 2023، مذكرة إلى سفارة المغرب بمدريد، للاعتراض على حديث المغرب عن مغربية سبتة ومليلية، في رسالته إلى المفوضية الأوروبية بتاريخ 17 من ماي نفسه.
الاحتجاج المغربي
وبدأت الأزمة قبل أزيد من شهرين عندما وجه المغرب رسالة احتجاج إلى المفوضية الأوروبية بسبب اعتبار الأخيرة كل من سبتة ومليلية أرض إسبانية، في حين أنها أراض مغربية محتلة، في تحرك هو الأول للمغرب منذ سنتين، بينما يستمر في إجراءاته بتحويل سبتة ومليلية إلى معبرين جمركيين رئيسيين.
وأوردت جريدة إلباييس خبر توجيه دبلوماسية الرباط رسالة احتجاج إلى المفوضية الأوروبية بسبب تصريحات نائب رئيس المفوضية الأوروبية اليوناني مارغريتيس شيناس؛ لأنه يشير في تصريحاته ومراسلاته إلى أن سبتة ومليلية مدينتين إسبانيتان، وتؤكد الرباط على طابعهما المغربي وأنهما جزء من الوطن.
وشكلت الرسالة مفاجأة بحكم أن المغرب التزم الصمت في هذا الملف منذ سنوات، وكان قد تعهد لإسبانيافي اتفاق ثنائي بعدم إثارة أي ملف يثير قلق وحفيظة الإسبان، وفقا لرئيس الحكومة المؤقت بيدرو سانشيز. وسبق لسانشيز أن صرح من الرباط، ثم في البرلمان الإسباني، بأنه طلب من المسؤولين المغاربة عدم الحديث عن هذا الملف.
موقف أوروبي
وتفاعل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيف بوريل، مع موضوع مغربية سبتة ومليلية، لمرتين خلال شهر واحد، وقال إن المدينتين “إقليمان تابعان للاتحاد الأوروبي”.
جاء ذلك في رد على سؤال من عضو البرلمان الأوروبي عن الحزب الشعبي الاسباني غابريل ماتو، حول رأيه في تصريحات “دولة تتجاهل السلامة الإقليمية لدولة عضو في الاتحاد” في إشارة إلى حديث المغرب عن مغربية سبتة ومليلية.
وأشار بوريل إلى أن “مؤسسات الاتحاد الأوروبي قد أعادت التأكيد علانية على الموقف الرسمي المعروف جيدا بشأن أهمية حماية الحدود الخارجية”، فيما دأب الاتحاد الأوروبي في الماضي على تجنب الحديث سياسيا عن سبتة ومليلية رغم أنهما تستفيدان من المساعدات الأوروبية.