الحكومة الإسبانية توافق على تعيين سفيرها الجديد في الرباط
وافقت الحكومة الإسبانية، اليوم الثلاثاء 23 يناير 2024، على تعيين الدبلوماسي والمدير الحالي لمكتب الدار الأمريكية بمدريد، إنريكي أوخيدا، سفيرا جديدا لإسبانيا بالمغرب.
وقالت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” إن مصادر حكمية إسبانيا أكدت خبر تعيين إوخيدا خلفا للدبلوماسي ريكاردو دييز هوخلايتنر على رأس السفارة بالمغرب، والذي يملأ هذا المنصب بالرباط منذ ثماني سنوات ونصف، وتم تأجيل تغييره بسبب الانتخابات العامة التي شهدتها إسبانيا مؤخرا.
تغيير محسوم
وكانت الحكومة الإسبانية قد بدأت قبل أيام في الحديث عن اختيار الدبلوماسي إنكري أوخيدا، ليكون سفيرا جديدا لها في الرباط، خلفا لريكاردو دييز هوخلايتنر، الذي كان رحيله من منصبه محسوما منذ أشهر لوصوله سن التقاعد للدبلوماسيين في إسبانيا.
وكشفت صحيفة الدبلوماسي في إسبانيا، قبل أيام أن مدريد طلبت رأي الرباط في الإسم الذي اختارته سفيرا جديدا لها في المغرب.
وعلى الرغم من تخصصه في العلاقات الإسبانية مع أمريكا اللاتينية، حيث اشتغل سفيرا لمدريد في الشيلي وبوليفيا والسيلفادور، واشتغل سابقا في سفارتي بلاده في كل من غواتيمالا وبوليفيا، إلا أن أوخيدا شغل منصب رئيس لمؤسسة الثقافات الثلاث التي كان قد أسسها المغرب مع حكومة الأندلس سنة 1998 باعتباره منتدى يقوم على تعزيز التسامح والتقارب بين بلدان البحر الأبيض المتوسط.
وتخرج أوخيدا من كلية الحقوق بجامعة إشبيلية، وانضم لوزارة الخارجية منذ ثلاثين سنة، وله ارتباط بحزب العمال الاشتراكي الإسباني.
جدل تعيين أوخيدا
ويحظى منصب سفير إسبانيا في الرباط بأهمية بالغة للبلدين، وأثار هذا المنصب جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية الإسبانية منذ أشهر عندما حسم أمر تغيير السفير، حيث تخوف سياسيون إسبان من أن يختار وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس منح هذا المنصب لشخصية سياسية تفتقر للتجربة الدبلوماسية، بالنظر للتعيينات التي أجراها في عدد من سفارات بلاده مؤخرا.
وعلى الرغم من تجربته الطويلة في العمل الدبلوماسي، إلا أن اختيار أوخيدا خلف مفاجأة كبيرة في أسواط السياسيين الإسبان، بسبب محدودية خبرته في العمل مع المغرب، في الوقت الذي تراهن إسبانيا على تجديد الدماء في سفارتها في الرباط من أجل تنزيل خطة العمل الطموحة التي وقع عليها البلدين قبل فترة لإطلاق مشاريع مشتركة.
شخصيات إسبانية أخرى كانت ملفات ترشيحها لهذا المنصب أقوى، مثل السفير الحالي في برلين ريكاردو مارتينيز فاسكير، أو سكرتيرة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية ماريا ليدو لاريدو، أو المدير العام لمنطقة المغرب العربي والبحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنة ألبرتو خوسيه أوسيلاي أوريش، غير ان ألباريس اختار أوخيدا، وينتظر تأشير المغرب على هذا الإسم.
ويتخوف سياسيون إسبان من عدم قدرة السفير الجديد على إدارة علاقة استراتيجية للبلاد من حدم العلاقة مع المغرب، في الوقت الذي كان منصب سفير إسباني افي المغرب لا يمنح إلا للدبلوماسيين المحنكين لحساسية المنصب لدى البلدين، ومنهم السفير الإسباني الحالي الذي شارك في غدارة أزمة خانقة مرت منها العلاقات بين البلدين، قبل أن تنفرج بتوقيع اتسباني اعلى اتفاق مع المغرب يخرجها من حيادها التاريخي في قضية الصحراء المغربية.