story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

الحسين عموتة صانع أفراح الأردنيين

ص ص

تمكن الحسين عموتة من نقش اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة الآسيوية بعدما قاد منتخب الأردن، لأول مرة في تاريخه، إلى نصف النهائي من مسابقة كأس أمم آسيا 2023، المقامة في قطر، عقب تغلبه على منتخب طاجيكستان بهدف دون رد، أمس الجمعة 02 يناير 2024.

هذا التأهل أدخل كرة القدم الأردنية تاريخ المسابقات الآسيوية من الباب الواسع، وأضاف إنجازا كرويا آخر، لحسين عموتة في مساره الحافل في عالم المستديرة، ولطاقمه المساعد كذلك الذي يتكون من حسن اللوداري، ومصطفى الخلفي ومحمد العلوي الإسماعيلي وهشام الإدريسي.

البدايات الأولى

ولد الحسين عموتة في مدينة الخميسات سنة 1969، ومنذ صباه أحب عموتة كرة القدم، وبدأ ممارستها على مستوى فرق الأحياء، قبل أن يصبح اسمه على كل لسان، نظرا لموهبته الكبيرة.

وفي سنة 1988، بدأت رحلته “الرسمية “في عالم كرة القدم ، عندما ولج ملاعب النادي الأول لمسقط رأسه، الاتحاد الزموري للخميسات.

اشتد عود المغربي مع النادي الأول للمدينة، وصار محط أنظار عمالقة الدوري المغربي المحترف، ليستقر في نادي الفتح الرباطي سنة 1990، ويبصم معه على 6 سنوات من التألق، ليقرر بعدها خوض تجربة احترافية جديدة، قادته صوب الخليج، وتحديدا الدوري السعودي من بوابة نادي الرياض السعودي، إلا أن هذه التحربة لم تدم طويلا حيث استمرت لموسم واحد فقط.

بعدها انتقل الحسين عموتة إلى نادي السد القطري، سنة 1997، حيث لعب دورا محوريا في تتويج النادي بكأس الأمير وكأس ولي العهد في موسمه الثاني، وعلى المستوى الفردي توِج ابن الخميسات بلقب هداف الدوري القطري في نفس الموسم.

وبعد أربع سنوات مع نادي السد القطري، حصد فيها الأخضر واليابس، قرر عموتة الرحيل، والانطلاق في مغامرة جديدة في الدوري الإماراتي مع نادي الشارقة، قبل أن يعود لقطر مرة أخرى سنة 2022 رفقة النادي القطري، بموجب عقد إعارة.

وبعد سنة واحدة فقط قضاها هناك، عاد الحسين عموتة سنة 2003، إلى ناديه الأم، الاتحاد الزموري للخميسات حيث ختم مشواره الكروي كلاعب، لكنه استمر مدربا للنادي إلى غاية سنة 2008.

مشواره مع المنتخب

على الرغم من تألقه مع الأندية التي لعب لها، إلا أن عموتة لم يحض بفرصة سانحة مع المنتخب الوطني المغربي، حيث حمل قميص المنتخب في 5 مناسبات فقط، كانت أولها في 2 شتنبر 1990 خلال تصفيات كأس الأمم الإفريقية 1992، في المباراة التي انتصر فيها المغرب على موريتانيا بنتيجة 4-0، إضافة إلى مباراة أخرى ضمن هذه التصفيات، وخاض مباراتين وديتين مع الأسود، ومباراة واحدة ضمن تصفيات كأس الأمم الإفريقية لسنة 1994.

من اللعب إلى التدريب

استهل الحسين عموتة رحلته التدريبية عبر بوابة ناديه الأم، الاتحاد الزموري للخميسات، سنة 2003، وهو لا يزال حينها لاعبا للنادي، بحيث كان لاعبا ومدربا في نفس الوقت.

واستمر عموتة على رأس الإدارة التقنية لنادي الاتحاد الزموري للخميسات خلال الفترة ما بين 2005 و2008. ليتمكن من قيادة إلى المركز الثاني في البطولة خلال موسم 2007-2008، وهو ما جعل الأضواء تسلط عليه مرة أخرى كمدرب وليس كلاعب.

بعد إنجازه مع نادي الخميسات، عاد عموتة إلى نادي الفتح الرباطي كمدرب هذه المرة بعدما كان لاعبا في صفوفه، وتولى قيادته  خلال الفترة ما بين سنة 2008 و2011.

واستطاع المدرب المغربي، خلال تجربته التدريبية مع نادي الفتح الرباطي الظفر بلقبي كأس العرش وكأس الكونفدارلية الإفريقية سنة 2010، كأول لقبين له في مسيرته التدريبية.

وبعد نهاية تجربته مع نادي العاصمة، انتقل الحسين عموتة إلى الخليج في تجربة تدريبية جديدة من بوابة نادي السد القطري، سعيا منه لتحقيق ألقاب جديدة، في الفترة من 2012 إلى 2015، فاز خلالها بدوري نجوم قطر خلال موسم 2012-2013، وكأس أمير قطر في موسم 2014- 2015.

وفي سنة 2017، عاد الدولي المغرب إلى البطولة الوطنية عبر بوابة نادي الوداد الرياضي، الذي قاده إلى تحقيق أغلى الألقاب الإفريقية، وهو دوري أبطال إفريقيا، بعدما انتصر في المباراة النهائية على نادي الأهلي المصري.

وشاءت الأقدار، بعد ذلك، أن يرحل عموتة عن الوداد، لكنه هذه المرة خطا خطوة كبيره في مساره، بعدما أوكلت له مهمه قيادة المنتخب المغربي الأولمبي، وهو ما نجح فيه ابن الخميسات باقتدار، حيث قاد النخبة الوطنية إلى الفوز بكأس إفريقيا “الشان” في الكاميرون، سنة 2020، كما قاد النخبة الوطنية إلى الدور الثاني في بطولة كأس العرب.

روح النشامي

وفي تحد جديد لابن الخميسات، أعلن الاتحاد الأردني لكرة القدم، شهر يوليوز من سنة 2023، عن تعاقده مع الإطار المغربي الحسين عموتة لثلاث سنوات، لقيادة المنتخب الأردني في الاستحقاقات القارية والدولية، في مقدمتها تصفيات كأس العالم 2026، ونهائيات كأس آسيا 2024 في قطر.

وفي ظرف وجيز، تمكن الحسين عموتة من إعادة ترتيب البيت الداخلي لمنتخب الأردن، وتحقيق إنجاز غير مسبوق لكرة القدم الأردنية، من خلال التأهل إلى نصف نهائي كأس آسيا بقطر.

ونجح الإطار الوطني رفقة طاقمه المساعد، في إعادة الروح للاعبي النشامى، والإيمان بقدراتهم على تحقيق إنجازات كبرى، في المسابقات القارية، وهو ما حدث بالفعل بعد 6 أشهر فقط من توليه مسؤولية قيادة المنتخب الأردني.

ومع عموتة كبرت آمال وطموحات الأردنيين في تجاوز منتخب كوريا الجنوبية القوي في مباراة نصف النهائي، ولما لا حصد لقب كأس آسيا 2023، في إنجاز آخر لن يكون أبدا كباقي الإنجازات التي حققها ابن الخميسات في كل المسابقات.