story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
إعلام |

الثوابتة: 2024 الأسوأ بتاريخ الصحافة جراء الإبادة الإسرائيلية بغزة

ص ص

وصف المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، عام 2024 بأنه “الأسوأ في تاريخ الصحافة الفلسطينية والعالمية”، في ظل استمرار استهداف إسرائيل المباشر والممنهج للصحافيين الفلسطينيين، بهدف إسكات الحقيقة ومنع نقل معاناة شعبهم.

وفي مقابلة مع الأناضول، قال الثوابتة: “منذ بدء إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على غزة في أكتوبر 2023 وحتى نهاية 2024، كانت السنة الأسوأ في تاريخ الصحافة الفلسطينية بل بالعالم أيضا”.

“كان عاما حافلا بتحديات كبيرة وجسيمة على القطاع الصحفي والإعلامي، ومؤلما وقاسيا للصحفيين الفلسطينيين”، يضيف الثوابتة.

وتابع: “خاصة مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الحقيقة وتقييد حرية الصحافة والإعلام، وممارسة القتل المتعمد للصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة”.

وحتى 3 يناير الجاري، وصل عدد قتلى الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 202 جراء الهجمات الإسرائيلية منذ بدء الإبادة الجماعية، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.

استهداف متعمد للصحافيين

وأكد الثوابتة أن “الاحتلال لم يكتفِ باستهداف المدنيين، بل ركز بشكل مباشر على الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام، في محاولة لإخفاء جرائمه عن العالم وطمس الحقيقة”.

وأشار إلى أن عام 2024 شهد زيادة كبيرة في عدد الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الصحافيين الفلسطينيين، حيث تعرضوا للقصف المباشر أثناء تغطيتهم للأحداث، فضلاً عن تدمير مقرات العديد من المؤسسات الإعلامية والصحفية بشكل كامل.

وتابع: “عانى الصحافيون الفلسطينيون من واقع مرير لم يشهدوه من قبل، حيث فقدوا زملاءهم وعائلاتهم جراء القصف المتعمد، واستمروا في العمل تحت تهديد القتل والنقص الحاد في المعدات التقنية والمستلزمات المهنية”.

وشدد الثوابتة على أن “الصحافيين الفلسطينيين ورغم المخاطر والتحديات أثبتوا صمودا أسطوريا في مواجهة الاحتلال، ونجحوا في نقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم أجمع”.

وزاد: “بفضل تضحيات الصحافيين، أصبح العالم يدرك أن الضحية هو الشعب الفلسطيني، وأن الجلاد هو الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما غيّر من وجهة النظر العالمية تجاه القضية الفلسطينية”.

أوضاع مأساوية

وعن الأوضاع الحالية للصحافيين في غزة، رأى الثوابتة أنها تعكس واقعا مريرا ومأساويا يعيشه الصحافيون الفلسطينيون.

وقال إن “الصحافيين يعملون في ظروف غاية في الصعوبة والخطورة، حيث انعدم الأمان الميداني بسبب القصف الإسرائيلي المستمر” على مختلف مناطق غزة.

وأضاف: “الصحافيون يواجهون تهديدات مباشرة أثناء تغطية الأحداث، ويعانون من نقص حاد في المعدات التقنية نتيجة الحصار الإسرائيلي، فضلًا عن ضغوط نفسية كبيرة ناتجة عن فقدان الزملاء وأفراد العائلة”.

وبيّن أن “الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي باستهداف الصحافيين بشكل مباشر، بل يمارس المراقبة الإلكترونية والتهديدات الأمنية بحقهم، ويمنع دخول الصحافيين الأجانب إلى قطاع غزة، في محاولة لتعزيز الحصار الإعلامي وعرقلة نقل الحقيقة”.

فشل المحاسبة

وفيما يتعلق بالموقف العالمي من هذه الانتهاكات، أشار الثوابتة إلى استغلال الاحتلال الإسرائيلي صمت المجتمع الدولي للاستمرار في جرائمه بحق الصحافة الفلسطينية.

وقال: “المجتمع الدولي ومجلس الأمن فشلوا فشلًا ذريعًا في محاسبة الاحتلال الإسرائيلي، ما شجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم”.

وأوضح أن “استهداف وقتل الجيش الإسرائيلي للصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل متعمد يعكس مدى استهتاره بالقانون الدولي وحرية الصحافة، ومدى الدموية والوحشية التي وصل لها”.

وأضاف: “هذه الجرائم تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تحمي الصحافيين في أوقات النزاعات المسلحة، لكن الاحتلال يضرب بكل القوانين والاتفاقيات عرض الحائط وسط صمت دولي مريب”.

وطالب الثوابتة المؤسسات الحقوقية والصحافية العالمية بالتحرك الفوري لوقف الجرائم بحق الصحافيين الفلسطينيين، ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه.

ازدواجية معايير

وفي حديثه عن دور المنظمات الصحافية الدولية، انتقد الثوابتة ازدواجية المعايير الواضحة والتي تمارسها العديد من هذه المنظمات عندما يتعلق الأمر بالصحافيين الفلسطينيين.

واعتبر أن “التضامن الغربي مع حرية الصحافة في مناطق أخرى لا يُقارن بالدعم الخجول الذي يُقدم للصحافيين الفلسطينيين، وليس كافيًا أو متناسبًا مع حجم الانتهاكات الخطيرة والمميتة التي يتعرضون لها”.

وأشار إلى أن “العديد من وسائل الإعلام الغربية ما زالت تتبنى رواية إسرائيل الكاذبة، وتحاول تزييف الحقائق والوقائع المتعلقة بالجرائم المرتكبة في غزة”.

وأضاف: “نجحنا في كسر هذه الرواية عبر الإعلام الفلسطيني وناشطين منتشرين حول العالم، وأثبتنا أن الحقيقة الفلسطينية لا يمكن طمسها”.

وزاد: “حتى الشخصيات السياسية التي حاولت التشكيك في روايتنا الفلسطينية، مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن، أُجبرت على التراجع عندما قدمنا إحصائيات دقيقة بأسماء الشهداء وتفاصيل استشهادهم، وهو ما شكّل إحراجا كبيرا لهم”.

وأكمل: “نؤمن بأن غالبية وسائل الإعلام والصحافة الغربية هي صحافة غير مهنية وغير مستقلة، ومنحازة إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس الجريمة المنظمة والممنهجة، وقد قاطعنا كثيرا منهم لأنهم يكذبون ويعملون على لي ذراع الحقيقة ولا يريدون الوصول إليها”.

ورأى أن “الأجدر بالمنظمات الصحافية الدولية أن تكون أكثر جرأة ووضوحًا في مواقفها، وأن تستخدم منصاتها للضغط على كل الحكومات والمؤسسات الدولية في إطار محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته المستمرة بحق الصحافيين الفلسطينيين”.

توقعات للعام القادم

وأعرب الثوابتة عن أمله أن يشهد العام القادم تحركات جدية لحماية الصحافيين الفلسطينيين، وأن يستمر وعي الشعوب العالمية تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون.

وتوقع أن “تُغيّر حرب الإبادة على غزة ملامح العالم سياسيا وإعلاميا، وأن تتزايد الضغوط الشعبية على الحكومات المنحازة للاحتلال الإسرائيلي”.

وأضاف: “نحن على يقين ثابت وعقيدة راسخة بأن هذه الحرب ستُغيّر مجري التاريخ في كثير من المستويات وفي كل الاختصاصات، سواء كان ذلك على صعيد الحكومات والبنى الرسمية، أو على صعيد الاقتصاد والسياسية والإعلام والرأي العام الدولي والجماهيري على مستوى العالم”.

وأكد المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الصحافيين الفلسطينيين سيواصلون دورهم المهني في نقل الحقيقة رغم المخاطر.

وشدد على أهمية تكاتف الجهود الدولية لحماية الصحافيين ووقف استهدافهم من قِبل الاحتلال الإسرائيلي.

وختم الثوابتة بالقول: “الإعلام الفلسطيني نجح في فضح الاحتلال وجرائمه، وسيظل صوت الحق الذي ينقل معاناة الفلسطينيين إلى العالم أجمع”.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.​​​​​​

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.

*الأناضول