التعليم العالي يراهن على الميدان.. تدريب عملي بدل بحث الإجازة وخيارات متعددة للماستر

أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، في قرار نشر بالجريدة الرسمية، عن إلغاء بحوث سلك الإجازة وتنويع طرق إنجاز بحث سلك الماستر، واعتماد بدلا من ذلك، تدريب ميداني داخل مؤسسات أو مقاولات أو إدارات.
وأوضحت الوزارة، في قرارها أن الطلبة سيكونون ملزمين بإتمام تدريب عملي تحت إشراف مزدوج يجمع بين أستاذ جامعي ومؤطر مهني من المؤسسة المستقبِلة، على أن يُتوج التدريب بإعداد تقرير مفصل يلخص التجربة وما اكتسبه الطالب من معارف تطبيقية.
وفي هذا السياق، أوضح الأكاديمي وكاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، خالد الصمدي، أن ما تم إلغاؤه هو بحث الإجازة، وهو قرار اتخذه الوزير السابق عبد اللطيف ميراوي، باعتبار أن بحث الإجازة ليس بحثاً بالمعنى الأكاديمي الكامل.
وشدد الصمدي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” على أن شروط البحث العلمي وشروط الإنجاز في هذا المستوى تقتصر على مجموعة من الأوراق العلمية والتدريبية التي ينجزها الطالب، وهو ما يصعب ضبطه من حيث المحتوى خاصة في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والقانون، لذلك تم اعتماد منهجية جديدة تعتمد على الأعمال التدريبية والبحثية التي يمكن للطلبة إنجازها على هذا المستوى.
أما بالنسبة لبحوث الماستر، فأكد المتحدث أن دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد لم يُلغِ بحوث سلك الماستر بأي حال من الأحوال، على عكس ما يروج له في مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن المشروع النهائي للماستر أصبح يُنفذ إما في شكل تدريب ميداني ينتهي بتقرير يُناقش أمام لجنة، أو في شكل دراسات وأبحاث ضمن فرق بحثية، على أن تحدد اللجنة المشرفة الطرق المناسبة لإنجاز المشروع، ويتم مناقشته كما في السابق.
وأشار الوزير السابق إلى أن التغيير الأساسي يكمن في تنويع طرق الإنجاز، بما يراعي طبيعة التخصصات الإنسانية والاجتماعية، ويسمح للطلبة باختيار الفرق الميدانية أو البحثية وفق تخصصاتهم، مع شق نظري وشق ميداني خاصة في برامج الماستر المتخصص.
وأضاف الصمدي أن توفير الظروف الملائمة للتدريب الميداني يتم بالتعاون مع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين للجامعة، خصوصاً في التخصصات العلمية.
وخلص إلى أن الهدف من هذا التغيير هو توسيع وتنويع طرق إنجاز مشاريع نهاية التكوين وفق دفتر الضوابط، بما يعزز التطبيق العملي ويراعي احتياجات الطلبة والتخصصات المختلفة.