الترابي: خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين هذيان وبعيدة عن المنطق

اعتبر الباحث والإعلامي عبد الله الترابي أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن “هذيان غير منطقي”.
ويرى الترابي، في مداخلة أثناء حلوله ضيفا على برنامج “من الرباط“، الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، أن تصريحات ترامب لا يجب أن تُمنَح بعدا منطقيا، وقال “تابعنا كيف يتحدث عن خططه خلال 4 سنوات، عندما أدلى بمجموعة من التصريحات تتعلق بقضايا داخلية وخارجية، ولم يتحقق منها شيء”، مستشهدا بحديثه عن بناء جدار فاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وأشار الإعلامي عبد الله الترابي إلى أنه يوجد إجماع على مستوى العالم بأسره، وليس العالم العربي فحسب، حول أن ما يطرحه الرئيس الأمريكي “من تطهير عرقي بحق الفلسطينيين في غزة بعقلية مشروع عقاري مجرد هذيان”.
وقال إن مثل هذه الخطة قد تصلح في ميامي أو فلوريدا أو أي مكان آخر داخل الولايات المتحدة الأمريكية، في حين لا يجب طرح هذه الأفكار على شعب له وجدان وتاريخ وأصل مثل الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن عدم النظر لتصريحات ترامب ببعد منطقي، لا يعني عدم أخذ ما قاله بجدية، مشيراً إلى أنه “ما أدلى به هذيان لكن هناك ما لا نعرفه إما محاولة للضغط على الدول العربية، أو هناك فعلا رؤية أمريكية تتعلق بتلك المنطقة، بحيث أن الشعب الفلسطيني لا مصير له إلا التهجير أو الاندماج كأفراد من الدرجة الثالثة في الكيان الإسرائيلي، وبالتالي نسيان الدولة الفلسطينية”، يضيف المتحدث.
ويرى الترابي أنه يبدو من خلال الواقع الحالي في المنطقة “تم إقبار ما كان يسمى حل الدولتين”.
ونبه المحلل السياسي إلى أن “التوجه الخطير اليوم يتعلق بضم الضفة الغربية لإسرائيل، وتهجير سكان غزة”، لافتا إلى أن الدول العربية كان لها موقف مشرف بخصوص التهجير.
وبينما يرى أن المغاربة هم أول من يرفضون تهجير الفلسطينيين، سواء إلى المغرب أو إلى أي مكان آخر رسمياً وشعبياً، يعتبر الترابي أن الرفض المصري يرجع إلى العلاقة المتوترة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بجماعة الإخوان المسلمين، إذ أن “السماح بدخول سكان غزة، الذين غالبيتهم يشكلون امتدادا بشكل من الأشكال للإخوان المسلمين كونهم حاضنة شعبية لحركة حماس. يشكل خطرا بالنسبة إلى النظام المصري”.
وكذلك هو الشأن بالنسبة إلى الأردن التي ترجع أصول نسبة كبيرة من سكانها إلى فلسطين، وهو ما يعني بالنسبة إلى السلطات في البلاد أن تهجير ملونين إضافيين من الفلسطينيين إليها “من شأنه أن يخل بالتوازن الديمغرافي في الأردن”، وفقا للمتحدث، الذي حذر من أن الخطر الذي يتهدد من وراء الخطة الأمريكية هو “أن تنسى القضية الفلسطينية بشكل تام، وأن يصبح الفلسطينيون من الشعوب المنسية”.