البوحسيني: لا أقبل أن يكون قدر طفلات العالم القروي هو الزواج
عارضت لطيفة البوحسيني، أستاذة التاريخ بجامعة محمد الخامس والناشطة الحقوقية، بشدة، الحفاظ على تزويج القاصرات في تعديل مدونة الأسرة، معتبرة أن الدولة مطالبة بالنهوض بالوضعية الاجتماعية للفتيات خصوصا في الأوساط الهشة وتحسين عرض التعليم لتمكينهم من بناء مسار علمي.
وأوضحت البوحسيني، في حديثها عن سياق تعديل المدونة خلال استضافتها في برنامج “ضفاف فنجان” على منصة “صوت المغرب”، إن الجمعيات النسائية تطرح من مدة إشكاليات زواج القاصرات والولاية على الأطفال وتفعيل بند اقتسام ممتلكات بيت الزوجية بعد الطلاق، غير أنها بقيت في حدود البيانات والتقارير ولم تطرح كرهان سياسي وحراك مجتمعي، ليأتي تعديل المدونة بمبادرة ملكية.
وأضافت البوحسيني أن مشكلة سن الزواج تطرح إشكالا حول التزامات المغرب الدولية، لأن باب الاستثناء الذي كان قد فتحه في مدونة الأسرة لتزويج القاصرات أفرز سنة 2022 ما يفوق 19 ألف حالة زواج لفتيات أعمارهن تقل عن 18 سنة.
وتقول البوحسيني في معارضتها للحفاظ عل ىبند يسمح بزواج القاصرات “لا أقبل أخلاقيا أن الطفلات المغربيات المنتميات للعالم القروي أن يكون قدرهن هو الزواج، نحتاج تدريسهن”.
وهاجمت البوحسيني حزب العدالة والتنمية الذي دافع عن الإبقاء على الاستثناء الذي يسمح بتزويج القاصرات، وقالت أن “من كانوا في الحكومة أمس، عوض المرافعة على تزويج القاصرات يجب المطالب بسياسة تنهض بالعالم القروي بالتدريس ورفع القدرات الشرائية لمواطنيه” .
وتضيف البوحسيني أنه “من غير المقبول أن بنات الطبقة المتوسطة يدرسن وبنات العالم القروي يتزوجن، هذه ليست محافظة هذه محافظة على ظلم العالم القروي، ومنع زيجات القاصرات مطلب حقوقي بمعناه الإنساني والديني”.
وتتمسك البوحسيني بكون إصلاح مدونة الأسرة، لا ينبغي أن يتوقف عند الإصلاح القانوني، بل يجب أن يمتد نحو مطلب النهوض بالوضعية الاجتماعية للمواطنين من المنتمين للفئات الهشة، مع استعجالية إصلاح التعليم لتصبح المدرسة جذابة وتدرس أبناء المغاربة.
