story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

البكوش: اتحاد المغرب العربي بدأ متعثرا لتفاوت في حسن النية بين دوله

ص ص

قال الطيب البكوش الأمين العام لاتحاد المغرب العربي إن قطار الاتحاد بدأ متعثرا، مرجعا أسباب التعثر إلى “تفاوتات في درجات حسن النية بين دول الاتحاد”.

وتابع البكوش خلال مائدة مستديرة نظمت بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال الخميس 27 يونيو 2024 أن “عناصر التعطيل موجودة منذ بداية الاتحاد خاصة بعد إنشاء القذافي لجبهة البوليساريو قبل تسليمها للجزائر”، مشددا على “أن الاتحاد نشأ ببعض الجراثيم في جسمه ضعفت من مناعته في مواجهة العديد من الصدمات”.

وعن مواطن ضعف الاتحاد أكد المتحدث أن العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر والتي بلغت حد قطع العلاقات الدبلوماسية بينها، ساهمت بشكل كبير في إضعاف صلابته، مضيفا أن هذا الوضع زاد من حدته انقطاع اجتماعات المجلس الرئاسي منذ سنة 1994 إلى اليوم، رغم أنه الجهة الوحيدة التي لها صلاحيات القرار التنفيذي.

وتابع البكوش أنه خلال ولايته قام بأربع محاولات لعقد المجلس مؤكدا أنه اقترب من ذلك في إحداها قبل أن تبوء بالفشل، بسبب غياب الإجماع من طرف دول الاتحاد رافضا الكشف عن أسماء الدول التي امتنعت.

لكن يبقى الأخطر، حسب ذات المتحدث، هو محاولة خلق اتحاد موازي بثلاث دول لإقصاء المغرب، مؤكدا أن هذه الفكرة بدأت تخرج للعموم سنة 2019 على لسان راشد الغنوشي عندما تم استقباله بالجزائر، والذي صرح بدون سياق عقب لقائه بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن “اتحاد المغرب العربي يجب أن يحل ليعاد بناءه بثلاث دول، هي الجزائر وتونس وليبيا”.

وتابع البكوش أن هذا التصريح “ليس من بنات أفكاره بل طٌلب منه ذلك، لأن المسؤولين ثقل عليهم أن يصرحوا بذلك”، مضيفا أن هذه المحاولات فشلت بسبب امتناع عدد من الدول.

ومما زاد من إضعاف الاتحاد، يضيف وزير الخارجية التونسي الأسبق، هو غيابه عن الاتحاد الإفريقي إلى فترة ليست ببعيدة، مشيرا إلى أنه فور توليه منصب رئاسة الأمانة العامة فوجئ بهذا الغياب ليقرر سنة 2018 التوقيع على مذكرة التفاهم مع التكتل الافريقي، في الوقت الذي كانت فيه التكتلات الإقليمية الأخرى قد وقعت عليها خلال سنة 2008.

ورغم هذه الاختلالات، لفت الأمين العام في المقابل إلى أن الاتحاد أصبح منذ انضمامه إلى التكتل الإفريقي جزءا فاعل في العديد من القضايا كالهجرة والسلم والشباب، وبات أيضا “ينشط قطاعيا من خلال عمل يومي مكثف، في مجالات عمل كثيرة”.

وفي هذا الإطار انتقد المتحدث العبارات المستخدمة من طرف الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي التي تتهم الاتحاد بأنه في حالة “موت سريري” أو تلك العبارات التي ما زالت تتحدث عن “الحلم المغاربي”، مؤكدا أن الاتحاد رغم “مواطن ضعفه الكثيرة إلا أنه حقق مكاسب منذ تأسيسه”.

وتابع البكوش في حديثه عن الإعلام أن ما “ينشر في وسائل إعلام بعض دول الاتحاد يندى له الجبين”، واستدل البكوش على ذلك بتفاعل الإعلام الجزائري مع قراره بتعيين المغربية أمينة سلمان مديرة الشؤونة الاقتصادية بالأمانة العامة للاتحاد كممثلة دائمة لاتحاد المغرب العربي لدى الاتحاد الأفريقي، مبررا قراره هذا بأن الاتحاد الإفريقي يعتبر “تجمعات اقتصادية إقليمية”، وأن إدارة الاقتصاد منذ التأسيس تابعة للمغرب.

وتابع البكوش أنه تفاجأ بسيل من الشتائم من طرف الإعلام الجزائري احتجاجا على وضع مغربية كممثلة للاتحاد لدى الاتحاد الإفريقي، مضيفا أن “قسم الإعلام الخاص بالأمانة العامة قام بتجميع كتاب ضخم من مقالات الشتم”.

في هذا السياق، أكد البكوش أن هذا النوع من الإعلام يساهم بمزيد من التفكك بين دول الاتحاد من خلال زرع الأحقاد بينها، مردفا أن الإعلام يمكن أن يلعب دورا أساسيا في الدفاع عن الاتحاد ووحدته.

وفي حديثه عن علاقة اتحاد المغرب العربي بالاتحاد الإفريقي، عاد البكوش بذاكرته إلى لقاءه مع رئيس الاتحاد عقب انضمام الاتحاد المغاربي إلى التكتل الإفريقي حين أفصح له الرئيس أنه “كان من المفروض أن يكون المغرب العربي هو قاطرة إفريقيا بحكم ما يتوفر فيه من إمكانيات مادية وبشرية”، قبل أن يستدرك البكوش ساخرا أن “القطار الإفريقي هو الذي بات يجرنا”، موضحا أن جل أنشطة الاتحاد تتم في الإطار الافريقي.

وحول حيثيات استمراره في منصب الأمين العام، أكد البكوش أنه طلب إعفاءه من منصبه فور انتهاء ولايته الأولى التي دامت ثلاث سنوات، قبل أن تطلب السلطات المغربية والتونسية منه تمديد ولايته لثلاث سنوات أخرى.

وتابع البكوش بعد ذلك أنه وفور انتهاء ولايته راسل الدول الخمس الأعضاء لإعلامها بانتهاء ولايته، لكنه لم يجد تفاعل من قبل الدول الأعضاء حيث استجابة دولتان فقط، ليقرر بعد ذلك تقديم استقالته قبل أن يطلب منه الملك محمد السادس عن طريق وزير الخارجية التراجع عن تقديم استقالته، لأن الظروف لم تسمح بتعويضه آنذاك ليتم تمديد ولايته بسنة ثم بسنة أخرى بعد ذلك.